من يتحمل الفاتورة
من يتحمل الفاتورة؟!
نشر بالاهرام الجمعة 9 سبتمبر
من يتحمل فاتورة علاج تغيرات المناخ الكارثية التى لحقت بالكرة الأرضية، والتى من المتوقع زيادة تداعياتها، وآثارها السلبية خلال المرحلة المقبلة؟!
الفاتورة ضخمة، ومكلفة، لكنها، فى كل الأحوال، رغم ضخامتها، أقل من الآثار المدمرة التى سوف تعانى بسببها الكرة الأرضية فى القريب العاجل، إذا لم يتم اتخاذ كل الإجراءات للسيطرة على تلك الكارثة الدولية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى كشف عن تكلفة فاتورة العلاج خلال مداخلته أمام الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى مصر للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى» فى دورته الثانية بالعاصمة الإدارية أمس الأول.
أوضح الرئيس أن العالم يحتاج إلى ٨٠٠ مليار دولار سنويا حتى عام ٢٠٢٥ لمواجهة تداعيات تغير المناخ، مشيرا إلى أن إفريقيا سوف تكون المتضرر الأكبر من التغيرات المناخية، رغم أنها الأقل تسببا فى التغيرات المناخية.
شىء مؤسف أن تكون إفريقيا أقل مشاركة فى تلوث المناخ، وفى الوقت نفسه المتضرر الأكبر من تلك التأثيرات المناخية الضارة!
من المهم أن تتحمل الدول الصناعية الكبرى مسئولياتها فى تمويل فاتورة علاج التأثيرات المناخية الضارة، للإسراع فى وقف التدهور الحاد المتوقع إذا استمرت تلك الدول فى ممارساتها العدوانية ضد البيئة، وفى الوقت نفسه توقفت عن تمويل فاتورة العلاج.
من حُسن الطالع انعقاد «كوب 27» فى مدينة شرم الشيخ ليكون هذا المؤتمر المهم صوت إفريقيا، والعالم المتحضر تجاه أزمة المناخ العالمية، والخروج بخطط موضوعية جادة، وصارمة لوقف التدهور البيئى، وكذلك الالتزام الصارم، والجاد بمساعدة الدول الإفريقية، والدول الفقيرة فى مواجهة أزمات تغير المناخ، وما ينتج عنه من جفاف، وتصحر.. وأزمات أخرى كثيرة، ومتعددة.
ربما كانت «باكستان» النموذج الأبرز هذا العام فى كارثة المناخ لما لحق بها من خراب، ودمار، نتيجة الفيضانات، ومن المهم الإسراع باللحاق بقطار إنقاذ البشرية قبل فوات الأوان.