ثقافة «الدراجة» و«العمل»..!
نشر بالأهرام الخميس 15 سبتمبر
ثقافة «الدراجة» و«العمل»..!
كلما سافرت إلى ألمانيا تبهرنى ثقافة شعبها، وشغفه بالعمل، وتميزه بالبساطة المفرطة، وعدم التكلف.
الناس هناك يعملون، ويعملون، ويعملون، ويعيشون الحياة فى سهولة، وبساطة، ودون تعقيدات، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم.
الوسيلة المفضلة للانتقال هناك هى «الدراجة».. يركبها الوزير، والخفير، والعامل، وأستاذ الجامعة، والصحفى، والمهندس.. وغيرهم من الفئات.
لا مشكلة، ولا تعقيدات.. يخرج من باب العمل ليركب دراجته ويذهب إلى حيث يشاء، ثم بعد ذلك هناك وسائل المواصلات العامة: المترو، والأوتوبيسات، والقطارات، وهى الوسائل الأكثر استخداما من السيارات الخاصة.
جلست مع المهندس المصرى الكبير هانى عازر، أحد أبرز القامات المصرية المميزة فى ألمانيا، وحدثنى عن ثقافة المطبخ الألمانى، وذكرنى بما كان يحدث فى بيوت أمهاتنا، وأجدادنا.
شرح لى كيف يستفيدون من كل شيء، حيث يتم فصل «قشر» البطاطس، و«قشر» البيض، و«قشر» الموز.. وغيرها من الأنواع لاستخدامها كسماد فى حديقة المنزل.
معظم أشجار، ونباتات حدائق المنازل فى ألمانيا مثمرة، وخضراوات طبيعية طازجة لاستخدامها فى المنزل، بالإضافة إلى بعض نباتات الزينة، والورود يتم زراعتها فى الشرفات بعكس حدائق منازل الأثرياء فى مصر، وعكس العادات المصرية وعدم الاهتمام بزراعة الأشجار المثمرة فى الطرقات، أو على حواف المصارف المائية، وتقتصر حملات التشجير فى معظمها على زراعة نخل الزينة، أو أشجار «الفيكس» للزينة أيضا.
نحتاج إلى نشر ثقافة العمل، والإصرار على النجاح، ونحتاج أيضا إلى نشر ثقافة البساطة، وعدم التكلف، واستغلال كل الإمكانات، بعيدا عن ثقافة الفهلوة، و«الفشخرة» الكاذبة.