الجد والحفيدة
نشر بالأهرام الجمعة 16 سبتمبر
الجد والحفيدة
اللواء محسن زكريا أحمد، ووكيل الوزارة بالمعاش، حدثنى تليفونيا عن قصته مع حفيدته المولودة بالمملكة العربية السعودية قائلا: حفيدتى «عليا» ولُدت بعيب خلقى هدد حياتها، وبعد عرضها على أحد الأطباء المتخصصين فى جراحة المخ والأعصاب، قام بتشخيص حالتها على أنها عدم اكتمال فقرات العمود الفقرى، مما أدى إلى خروج النخاع الشوكى، وجزء من الأعصاب، وحدوث ورم فى أسفل الظهر، وضمور فى القدم اليمنى للمولودة.
انخلع قلب الأسرة، وكان الجد يتابع الاتصال يوميا اطمئنانا على حفيدته، وكادت الأبواب كلها تُغلق فى وجه الحفيدة، حتى نصح الجد زوج ابنته بالتوجه إلى القنصلية المصرية فى جدة لعل وعسى يجد حلا.
بادر والد الطفلة، وهو طبيب يعمل بالمملكة العربية السعودية، بالتوجه إلى القنصلية، وهناك التقى السفير هشام فتحى، القنصل العام بجدة، الذى لم يتوان عن القيام بكل ما يستطيع، وإجراء اتصالات مكثفة لإنقاذ الحفيدة، حتى تكللت جهوده بالنجاح، وتم إجراء الجراحة الدقيقة فى أحد المراكز الطبية المتخصصة، وموافقة شركة التأمين.
يحكى اللواء محسن زكريا أحمد هذه القصة وهو فخور بما قام به السفير هشام فتحى كنموذج لسفراء مصر بدول العالم فى «الجمهورية الجديدة»، وهو نموذج عملى يؤكد أن الدولة المصرية فى «ضهر» المواطن فى خارج مصر كما بالداخل، لا تتركه وحده أينما يكون.
شكرا للسفير هشام فتحى الذى عرفته عن قرب، وعرفت مدى حماسه، واهتمامه فى كل الأماكن التى يعمل بها، وهو نموذج مُلهم لكل العاملين بالسفارات المصرية، فالمسألة ليست حدود عمل وظيفى وكفى، وإنما اجتهاد، وعمل دءوب، حتى لو كان ذلك بعيدا عن مقتضيات العمل الوظيفى الرسمى.