كارثة اقتحام البنوك..!
نشر بالأهرام الاثنين ١٩ سبتمبر
كارثة اقتحام البنوك..!
هكذا.. وصل لبنان إلى مرحلة خطيرة من الانفلات والفوضى، بعد أن تعددت به حوادث اقتحام البنوك من المودعين.
كارثة خطيرة أن تصل الأمور فى لبنان الشقيق إلى هذا المستوى الخطير، مما يهدد بفوضى أشمل، ومستويات كارثية تصعب السيطرة عليها .
لابد من معالجة جذور الأزمة، وطمأنة المودعين على ودائعهم، فهى بالنسبة للكثيرين منهم «تحويشة» عمرهم، وربما لا يكون لديهم دخل أو مصدر آخر للصرف منه، وبالتالى فإن هذه الودائع بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت .
من المهم أن تتدخل الحكومة اللبنانية لطمأنة المودعين من خلال آليات واضحة تضمن استردادهم أموالهم إذا رغبوا فى ذلك، وذلك طبقا لاشتراطات موضوعية يتم تطبيقها على الجميع.
المؤكد أنه ليس هناك مبرر أيا كان لفوضى اقتحام البنوك، لأن ذلك السلوك يضر بمصالح بقية المودعين، وأموالهم، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق.
المصارف فى لبنان سيتم غلقها لمدة 3 أيام اعتبارا من اليوم، وهى فرصة لمراجعة أشياء كثيرة أمام الحكومة اللبنانية للتوصل إلى خطة عاجلة لإنقاذ لبنان قبل أن يغرق إلى الأبد.
أزمة اقتحام البنوك اللبنانية ليست أمنية فقط، ولكنها تعبر عن أزمة نظام سياسى غير قادر على التعامل مع الأوضاع فى لبنان اقتصاديا، وسياسيا، وأمنيا، ويحتاج إلى إعادة نظر فى كل الأمور فى إطار من وضع مصلحة لبنان العليا فوق كل المصالح الطائفية، والفئوية.
لبنان دولة عريقة، وشعبها شعب شقيق.. ولبنان قادر على تخطى أزماته، ومشكلاته بشرط إنكار الذات من الجميع، والبحث أولا عن إصلاح السفينة، ثم بعد ذلك عمن يقودها.
ما يحدث فى لبنان هو العكس، حيث يتسارع الجميع على القيادة فى وقت تكثر فيه مخاطر غرق السفينة.