احتضان النعش والعرش..!

نشر بالأهرام الأربعاء 21 سبتمبر

احتضان النعش والعرش..!

لفت انتباهى عنوان صحيفة "الشرق الأوسط" (أمس):"بريطانيا..احتضان واسع للنعش والعرش".
العنوان جاء معبرا عن الحالة التى عاشتها المملكة المتحدة طوال الأيام الماضية منذ إعلان وفاة الملكة إليزابيث الثانية منذ 10 أيام حتى تشييع جنازتها أمس الأول.

أكثر من مليونى بريطانى نزلوا إلى الشوارع للمشاركة فى تشييع الجنازة بالصمت، والدموع، وإلقاء الزهور على النعش، بالإضافة إلى الملايين الأخرى التى تابعت الحدث من وسائل الإعلام.

أعتقد أن تشييع جنازة الملكة كان استفتاء شعبيا بريطانيا على قبول "الملكية"، بغض النظر عن بعض الأصوات التى تصدر فى بعض الأوقات غير مرحبة بها.

أثبتت جنازة الملكة أن هذه الأصوات ما هى إلا أصوات فردية، وهذا أمر طبيعى فى أى مجتمع، لأنه ليس هناك إجماع فى كل الأحوال على شخص، أو نظام.

جنازة الملكة إليزابيث الثانية كانت الأضخم تاريخيا، وشارك فيها مئات الزعماء، والقادة، والمسئولين من مختلف دول العالم، يتقدمهم الملك تشارلز الثالث، ملك المملكة المتحدة الجديد، وشارك أبناء الملكة، وأحفادها فى مراسم الجنازة، ولعل بكاء الأحفاد كان أكثر تأثيرا من بكاء الأبناء، مما يؤكد عمق مشاعرهم تجاه جدتهم، واقترابها منهم إنسانيا، بعيدا عن المراسم، والبروتوكولات.

صور الشوارع التى سارت فيها الجنازة وهى مكدسة بالبشر ويقومون بإلقاء الزهور على النعش، والتقاط الصور التذكارية، والبكاء "الهيستيرى".. كلها مشاعر تلقائية ليست لها علاقة بالإجراءات الرسمية، وإنما عبرت بشكل حقيقى عن احتضان البريطانيين نعش، وعرش الملكة، فى رسالة واضحة المعالم، والتفسير من أبناء الشعب البريطانى لملكهم الجديد.


 

Back to Top