الحزب والجماعة والدولة
نشر بالأهرام الخميس 22 سبتمبر
الحزب والجماعة والدولة
«لن تُفلح أمة.. ولن تقوم قائمة لدولة ما إذا كان لديها حزب، أو جماعة أقوى منها»، هذه الجملة قالها بمرارة زياد مكارى، وزير الإعلام اللبنانى، فى أثناء زيارته «الأهرام»، أمس الأول، وعَقْدِه ندوة مع رؤساء التحرير، وكبار الصحفيين بها.
تجربة مريرة تعيشها لبنان الآن بعد أن ضَعُفت الدولة، وأصبحت الأحزاب، والجماعات أقوى منها، وتتحكم فى مصيرها، وتعرقل تشكيل حكومتها، واختيار رئيسها.
الوزير اللبنانى أشار إلى عدة تحديات خطيرة تواجه لبنان الآن، وضرورة وضع النقاط على الحروف فيها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة على أقصى تقدير، وأولها: تشكيل الحكومة اللبنانية، وثانيها: اختيار رئيس جديد للبلاد، وثالثها: توقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولى لإنهاء الكارثة الاقتصادية التى تمر بها لبنان الآن، ورابعها: أزمة اللاجئين السوريين، وضرورة إيجاد مخرج عاجل لها بعد تفاقمها فى لبنان، وزيادة أعدادهم إلى ما يقرب من ثلث عدد سكان لبنان، فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تمر بها لبنان حاليا.
من المهم التكاتف العربى مع لبنان قبل أن يضيع، ويقع فى «الهوة السحيقة»، والأهم هو الإصلاح العميق فى لبنان على المدى الطويل حتى تعود الدولة أقوى من الأحزاب، والجماعات، والطوائف، والميليشيات.
أعلم أن الموضوع صعب، ومعقد، لكن الرغبة الجامحة لدى اللبنانيين فى الإصلاح ربما تكون دافعا قويا للقادة السياسيين من أجل البدء فى الإصلاح بالتدريج، والبداية بتشكيل الحكومة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية حتى لا تسوء الأوضاع أكثر مما هى عليه الآن.