مركب «اليأس»


نشر بالأهرام الخميس 29 سبتمبر
مركب «اليأس»
حوالى 89 قتيلا هم ضحايا مركب «اليأس» اللبنانى الذى غرق يوم الخميس الماضى قبالة السواحل السورية فى مشهد مأساوى مروع.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أشارت إلى أن هناك 10 أطفال كانوا بين الضحايا.

كارثة متكاملة الأبعاد تُظهر حجم اليأس الذى يعيشه الشعب اللبنانى الآن، ومحاولة الهرب بأى وسيلة حتى لو كانت مركبا للموت وليس النجاة.

التقديرات أشارت إلى أن عدد ركاب المركب يتراوح بين ١٠٠ و١٥٠ شخصا تقريبا، ويضم لبنانيين، ولاجئين سوريين، وفلسطينيين، اجتمعوا كلهم «على قلب رجل واحد» على الهرب من جحيم اليأس، والإحباط، والمشكلات التى تحاصرهم فى لبنان بعد أن اجتاحته أسوأ كارثة اقتصادية فى تاريخه الحديث.

حصيلة الضحايا غير نهائية، ومازال هناك العديد من الأشخاص المفقودين، وكذلك الأشخاص المصابون، والخاضعون للعلاج.

الضحايا كانوا يحلمون بالسفر إلى أوروبا، واللجوء إليها، إلا أن أوروبا تتخذ كل يوم المزيد من الإجراءات المشددة ضد المهاجرين، وبين عواصف البحر، وجدار الإجراءات العنيفة يسقط كل يوم ضحايا جدد فى وصمة عار مؤلمة على البشرية كلها.

المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ندد بهذه المأساة المؤلمة، داعيا المجتمع الدولى إلى تقديم المزيد من المساعدات الاقتصادية، والإنسانية لتحسين ظروف النازحين بدلا من الدفع بهم نحو حافة الهاوية.

تبقى مشكلة الدول المنكوبة التى تترك مواطنيها نهبا لليأس، والإحباط، وتفضيل الموت على الحياة داخلها.. وتلك هى المشكلة الكبرى.


 

Back to Top