التحية الحارة.. والدموع
التحية الحارة.. والدموع!
نشر بالأهرام الأربعاء 5 أكتوبر
وسط تصفيق جموع الحاضرين، وبكاء زوجات الأبطال؛ كان المشهد رائعا حينما انتهى أبطال معركة "أبوعطوة" الحقيقيون فى حرب أكتوبر من عرض بطولاتهم الرائعة فى أثناء تلك الحرب المجيدة.
أبطال "الصاعقة" المصرية خاضوا معركة عنيفة ضد القوات الإسرائيلية بزعامة آرييل شارون، ونجحوا فى تدمير الدبابات الإسرائيلية، وألحقوا هزيمة قاسية بقوات العدو الإسرائيلى.
تخليدا لذكرى تلك المعركة؛ أقامت القوات المسلحة متحفا خاصا لمجموعة من الدبابات التى تم اصطيادها من الجانب الإسرائيلى، بالإضافة إلى "نصب تذكارى" لتسعة عشر شهيدا من الجنود، والضباط المصريين
الرئيس عبدالفتاح السيسى قدم التحية للأبطال، واعتذر لهم عن تأخر التكريم، وأصر على الصعود إلى المنصة لالتقاط الصور التذكارية معهم، بل حينما علم بوجود بعض زوجات الأبطال طلب تكريمهن، والاحتفاء بهن.
لفتة إنسانية عظيمة تضاف إلى الرصيد الإنسانى العظيم للرئيس عبدالفتاح السيسى وهى اللفتة التى وقف لها كل الحضور فى قاعة الاحتفالات وسط تصفيق حار تعبيرا عن الامتنان، والتكريم لهؤلاء الأبطال العظام.. وغيرهم ممن ضحوا فى سبيل الوطن، وقدموا كل غالٍ، ونفيس من أجل محو عار الهزيمة، واستعادة الأرض المصرية، وتطهيرها من دنس الاحتلال.
حرب أكتوبر هى الانتصار العربى الأعظم فى العصر الحديث بعد سلسلة طويلة من الانكسار، والهزائم بدأت باحتلال الشعوب العربية من الاستعمار الأوروبى، ثم تلى ذلك نكبة ١٩٤٨ للجيوش العربية أمام العصابات الصهيونية المدعومة أوروبيا، ودوليا، ثم كانت نكسة ١٩٦٧ التى احتلت فيها إسرائيل سيناء، والجولان، وأجزاء من الأردن، ولبنان، والتهمت بقية الأراضى الفلسطينية فى القدس الشرقية، والضفة الغربية، وقطاع غزة.
بعدها توهمت إسرائيل أنها أصبحت الدولة التى لا تُهزم، وجيشها غير قابل للهزيمة، والانكسار.
فى أكتوبر ١٩٧٣ تغيرت المعادلة، ونجح الجيش المصرى العظيم (خير أجناد الأرض) فى قلب الموازين رأسا على عقب، وتحطيم كل النظريات العسكرية.. وللحديث بقية.