باقى زكى.. وإخوانه
نشر بالأهرام الأثنين 10 أكتوبر
باقى زكى.. وإخوانه
هناك الكثير من الأبطال المسيحيين الذين كانوا شركاء فى نصر أكتوبر العظيم، منهم من اختلط دمه بدماء إخوانه المسلمين، ومنهم من شارك، وخرج منتصرا، وفاز بالنصر، والمجد.
اللواء باقى زكى يوسف لا يمكن أن يسقط من ذاكرة المصريين، وهو صاحب فكرة تحطيم «خط بارليف» بخراطيم المياه، وكانت فكرة عبقرية غير مسبوقة فى تاريخ العسكرية.
استلهم اللواء باقى زكى يوسف فكرته مما كان يحدث فى بناء السد العالى، وبدأ التدريب على الفكرة فى سبتمبر ١٩٦٩، وتمت تجربتها أكثر من ٣٠٠ مرة حتى تم الاستقرار عليها، وإقرارها، وتنفيذها ضمن خطة «العبور».
لم يكن اللواء باقى زكى يوسف وحده، وإنما كان هناك الآلاف من الأبطال المصريين الذين شاركوا فى الحرب تحت راية «المواطنة» المصرية التى لم تَخبُ، أو تتزعزع فى يوم من الأيام، رغم أنف دعاة الفتنة، والأصوات النشاز.
اللواء شفيق مترى سدراك كان من أوائل الضباط الذين استشهدوا فى حرب أكتوبر، وكان قائدا للواء «٣ مُشاة ميكانيكى- الفرقة ١٦».
اللواء شفيق ترك كلية التجارة والتحق بالكلية الحربية، وهو من مواليد محافظة أسيوط ١٩٢١، وتخرج فى الكلية الحربية عام ١٩٤٨ بسلاح المشاة.
خاض اللواء شفيق حروب ١٩٧٣،٦٧،٥٦، وكان مقاتلا عظيما فى كل المعارك التى خاضها حتى استشهد فى حرب أكتوبر المجيدة.
اللواء باقى يوسف، واللواء شفيق مترى هما نموذجان للمصرى الوطنى المسيحى، مثلهما فى ذلك مثل إخوانهم المسلمين الذين شاركوا فى ملحمة نصر أكتوبر العظيم، ذلك الانتصار الأعظم فى تاريخ العسكرية العربية فى العصر الحديث.
كل التحية والتقدير لكل شهداء الوطن مسلمين ومسيحيين، وكل الأبطال الذين خاضوا المعركة الباسلة، وخرجوا منتصرين رافعين راية المجد، والفخار.