فى رقبتنا جميعا
نشر بالأهرام الخميس 13 أكتوبر
فى «رقبتنا» جميعا
كرر الرئيس عبدالفتاح السيسى جملة «أمن مصر فى «رقبتنا» جميعا» أكثر من مرة؛ حينما كان يهنئ الخريجين فى أكاديمية الشرطة، وهى جملة تستحق أن نتوقف أمامها طويلا.
إذا كان رجال الجيش والشرطة هم الحصن الآمن للوطن، فإن هذا طبيعى، ولكن لابد من أن يتحمل كل فرد فى المجتمع مسئوليته فى الحفاظ على الوطن وآمنه واستقراره وتطوره.
لا يمكن أن ينهض وطن دون المشاركة الفاعلة، والمؤثرة لجميع المواطنين فى كل المجالات.
فى الأمن لا يوجد فى العالم عسكرى، أو ضابط لكل مواطن، وإنما المواطن شريك أساسى فى الأمن بانضباطه أولا، وعدم اختراقه القانون العام ثانيا، ثم برفضه أن يكون شريكا صامتا على مخالفات الغير وجرائمهم.
من هنا تنبع المسئولية المجتمعية فى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وتقدمه والحفاظ على مكتسباته، ورفض أى محاولات تخريب أو هدم المؤسسات، أو المساس بالمنشآت والمال العام.
من المهم غرس قيمة أننا جميعا جزء من كل، والكل هو الوطن، ونجاح الجزء يرتبط دائما بنجاح الكل، والعكس صحيح.
لو ترسخت هذه الثقافة لدينا، فسوف يتسابق الجميع فى الحفاظ على المنشآت العامة والخاصة، بدءا من نظافة الشوارع، والالتزام بقواعد المرور، مرورا بوسائل النقل العام، وانتهاء بالتكاتف ضد كل محاولات التخريب، أو الإضرار بالمنشآت والمؤسسات المختلفة.
دائما الحقوق تقابلها واجبات، فلا توجد حقوق، أو واجبات فقط، وإنما لابد أن تكون الحقوق مقترنة بالواجبات، وهذا هو سر التقدم والازدهار.
فى الشأن الاقتصادى، أيضا، لابد من العمل بجد وإخلاص؛ لكى يزيد الإنتاج، ويكفى حاجة الاستهلاك المحلى، وبالتالى تنخفض الأسعار وتتحسن الأجور.
فى كل المجالات الأمنية والاقتصادية والحياتية؛ لابد من المشاركة الجماعية، وأن نتحمل المسئولية معا، ويقوم كل فرد أو جهة بدوره المنوط به على أكمل وجه من أجل مستقبل أفضل نستحقه جميعا.