نشر بالأهرام الأثنين 17 أكتوبر

الحديث عن «نهاية العالم»

حينما يتحدث الرئيس الأمريكى جو بايدن عن نهاية العالم، مشيرا إلى أن العالم يقترب من نهايته، ويواجه مشكلة هى الأكبر من نوعها منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962- فلابد من الإنصات إلى هذا الحديث، وأخذه على محمل الجد.

جاءت تصريحات بايدن فى إطار تعليقه على تهديدات الرئيسى الروسى فلاديمير بوتين باستخدام سلاح نووى تكتيكى للفوز بالحرب فى أوكرانيا، وحذر الرئيس الروسى قائلا: ليس هناك سبيل لاستخدام سلاح نووى تكتيكى دون أن يتسبب فى «نهاية العالم».

مأزق حاد وصلت إليه الأمور بين أمريكا وروسيا، وللأسف دخلت الأمور منعطفا خطيرا يمكن أن يؤدى فى النهاية إلى هذا السيناريو الظلامى الكئيب (نهاية العالم).

روسيا تريد أن تخرج منتصرة بأى شكل، وبأى ثمن مهما يكلفها ذلك من وقت، أو مال، حتى لو استمرت الأمور على ما هى عليه سنوات طويلة.

على الجانب الآخر، فإن أمريكا تقود الغرب نحو سيناريو إذلال روسيا، وهزيمتها من خلال استنزافها عسكريا، واقتصاديا، وهى تدفع بسخاء للقوات الأوكرانية، وتستنزف دول أوروبا بشكل غير مسبوق لدعم أوكرانيا بالمال، والسلاح، رغم كل الصعوبات الاقتصادية التى تخيم على العالم الآن.

أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 انتهت بالاتصال بين أمريكا والاتحاد السوفيتى، ولابد من اتصال مماثل بين أمريكا وروسيا للوصول إلى نقطة بداية للمفاوضات.

لم تنته الفرص بعد، وهناك اجتماع قريب بقمة «العشرين»، وأتمنى لو اجتمع الرئيسان الأمريكى والروسى وجها لوجه.

الاجتماع سوف يكون ثغرة فى جبل الجليد الحالى، أما التصعيد، والتصعيد المضاد فقد يحمل فى طياته مخاطرة كبرى تنذر بكارثة أكبر نحو «نهاية العالم» إذا اتسع نطاقها، وفقد القادة عقولهم كما يحدث الآن.