إرنو والصمت العربى
نشر بالأهرام الخميس ٢٠ أكتوبر
«إرنو» والصمت العربى!
فى عموده الصحفى بـ«الأهرام»، فجر الكاتب الكبير محمد سلماوى قضية يغفل عنها المثقفون العرب رغم أنها أولى برعايتهم، واهتمامهم، وهى قضية الكاتبة الفرنسية الكبيرة «آنى إرنو».
آنى إرنو (٨٢ عاما) فازت هذا العام بجائزة «نوبل» فى الأدب، وما أن تم إعلان فوزها حتى تبارت الأقلام الصهيونية فى مهاجمة الكاتبة الفرنسية الكبيرة، والدعوة إلى مقاطعة أعمالها، وعدم شراء مؤلفاتها.
آلة الدعاية الصهيونية منظمة، ومتناغمة، وتعمل بكل قوة فى كل دول العالم، فى حين تتوارى آلة الدعاية العربية، ولا تعرف حتى الآن كيفية مواجهة الآلة الصهيونية رغم كل المقومات المادية، والبشرية التى يملكها العرب.
الصهاينة يعادون الكاتبة الفرنسية لأنها تساند الحقوق العربية المشروعة، خاصة الحقوق الفلسطينية، وترفض ممارسات إسرائيل العدوانية ضد الشعب الفلسطينى من قتل، واعتقال، وتجويع، وتشريد.. وكل الممارسات العنصرية الأخرى.
الكاتبة الفرنسية تفعل ذلك من منطلق إيمانها بأن الأديب لا يكفيه أن يكتب بشكل أدبى رائع، وجيد فقط، وإنما عليه أن يكتب الحق، وينحاز إليه.
من هذا المبدأ اتهمت إسرائيل باتباع سياسة التفرقة العنصرية مع الفلسطينيين، وتطالب بالإفراج عن المعتقلين فى السجون الإسرائيلية، وتؤيد مقاطعة إسرائيل حتى تُنهى احتلالها للأراضى الفلسطينية.
أتفق مع ما طرحه الكاتب الكبير محمد سلماوى من ضرورة دعوة الكاتبة الفرنسية فى العواصم العربية، وتكريمها، ودعمها، وكذلك دعوة المكتبات، ودور النشر للإقبال على ترجمة أعمالها، ونشرها على أوسع نطاق كرد فعل على دعوات المقاطعة الصهيونية للأديبة الفرنسية.
على وزارات الثقافة فى البلدان العربية التضامن مع الأديبة الفرنسية، ودعوتها إلى معارض الكتب، والاحتفاء بها، وإقامة الندوات لمناقشة أعمالها ليكون ذلك بمثابة صفعة على وجه العدوان الإسرائيلى المتصاعد ضد الأشقاء فى الأراضى الفلسطينية.