حديث المصارحة
نشر بالأهرام الخميس 27 أكتوبر
حديث المصارحة
حديث الختام فى المؤتمر الاقتصادى كان حديث المصارحة، والمكاشفة، ووضع كل التساؤلات أمام الرأى العام دون مواربة.
لفت انتباهى حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن المسجد، والكاتدرائية فى العاصمة الإدارية، وإطلاق الحكومة حملة التبرعات الخاصة بهما، إلا أن المفاجأة أن حصيلة التبرعات لم تتجاوز ١٠% من التكلفة الإنشائية لهما، ومع ذلك تم إنشاؤهما على أعلى مستوى.
البدايات دائما صعبة، لكن بالحلم، والعمل، والأمل تسير الأمور على أفضل ما يكون كما حدث فى العاصمة الإدارية، حيث كانت البداية بفندق الماسة، ومدينة الفنون والثقافة، وساحة الشعب، والمسجد، والكاتدرائية، ثم تحول الحلم إلى واقع، ومعه تحقق حلم إنشاء ١٤ مدينة جديدة فى كل محافظات مصر.
الرئيس تحدث بصراحة عن الفارق بين الأسعار والأجور، وأنه يعلم جيدا حجم معاناة الأسرة البسيطة، ويعمل جاهدا من أجل الوصول إلى تحقيق التوازن بين الأجور والأسعار.
القصة ليست أن نعيش اليوم، ونموت غدا، وإنما أن نعيش اليوم، وغدا، إن شاء الله، لا يمكن أن تقوم دولة على مبدأ «قصر النظر»، فهذه الدولة حتما سوف تتعرض لانتكاسات، وانهيارات خطيرة، لأنها لم تعمل من أجل الغد.
مصر الآن تعمل بمبدأ اليوم، وغدا، وليس اليوم فقط، لأن الغد حتما سيأتى، ولابد من الاستعداد له، والتعامل معه، لأنه أمر واقع، ولأنه سوف يأتى، إن شاء الله، فلابد من التجهيز، والإعداد له، وهو ما يفعله الرئيس الآن.
لفت انتباهى أيضا تأكيد الرئيس أنه يتعامل فى الأساس على أنه مواطن وليس رئيسا، وأن القدر قد اختاره فى لحظة معينة لإنقاذ شعبه.
كان الاختبار صعبا، وكان من الممكن أن يكلفه حياته، ومع ذلك، ورغم تلك المخاطرة، لم يتراجع عن هدف إنقاذ الدولة، والشعب.
حديث من القلب خرج إلى قلوب، وعقول المصريين دون حواجز، أو عوائق.