صوت العرب من الجزائر

نشر بالأهرام الأربعاء ٢ نوفمبر

صوت العرب من الجزائر

انطلقت أمس أعمال القمة العربية فى الجزائر، وهى القمة التى عُقدت تحت عنوان «لم الشمل»، وبذل فيها الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون جهدا كبيرا، ومخلصا من أجل أن تُعقد، رغم كل الظروف، والتحديات التى واجهت عقدها.

القمة شارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأسهم بدور كبير فى عقدها، لأن مصر هى قلب العروبة النابض، ورئيس مصر هو قائد الأمة العربية، وزعيمها، ومصر تدفع بكل قوة دائما للم الشمل العربى، والسمو فوق كل خلافات، أو اختلافات بين الأشقاء العرب من المحيط إلى الخليج.

القمة العربية تُعقد بعد غياب عامين بسبب جائحة «كورونا»، وهى القمة الـ«٣١»، وكان مقررا عقدها فى شهر مارس الماضى، وأخيرا تقرر عقدها ليتزامن تاريخ انعقادها مع احتفال الجزائر بثورة «المليون شهيد» التى اندلعت فى نوفمبر عام 1954.

ربما يكون تزامن عقدْ القمة مع احتفالات ثورة الجزائر دافعا قويا للقادة العرب لاسترجاع ذكريات عصور التحرر الوطنى فى الأقطار العربية، التى انطلقت من القاهرة مع ثورة يوليو ١٩٥٢، ثم اشتعال بقية الثورات العربية بعد ذلك حتى تحرير كامل التراب العربى، وجلاء المستعمر الأجنبى عن معظم الأراضى العربية، حيث لم يتبق الآن سوى معضلة الاحتلال الإسرائيلى فى فلسطين، وسوريا.

كانت الأحلام عظيمة بـ«وحدة» تليق بالعرب من المحيط إلى الخليج بعد جلاء المستعمر الأجنبى، حيث سبق العرب فى هذا المجال الاتحاد الأوروبى، واتحادات أخرى كثيرة، لكن، للأسف الشديد، مازال الحلم يراوح مكانه، ففى الوقت الذى وصل فيه الاتحاد الأوروبى إلى عملة موحدة، وتأشيرة موحدة، وسياسة خارجية واحدة، لايزال العرب يبذلون جهدا كبيرا من أجل أن تُعقد القمة، ويلتئم شملها.

أتمنى أن تنجح القمة العربية فى «لم الشمل» العربى، والتوصل إلى خريطة طريق اقتصادية، وسياسية لمواجهة التحديات الدولية الراهنة على مختلف الأصعدة، ويعود صوت العرب قويا كما يحلم كل مواطن عربى من المحيط إلى الخليج.

Back to Top