النجاح.. والهذيان! (2)
نشر بالأهرام الثلاثاء ٨ نوفمبر
النجاح.. والهذيان! (2)
هل يمكن أن نقارن بين ما يحدث الآن فى مصر، والأوضاع عام ٢٠١١؟!
الأمر المؤكد أن المقارنة مستحيلة بين هذا المشهد الحضارى الرائع، وغير المسبوق، فى شرم الشيخ التى قَدِمت إليها وفود ١٩٧ دولة من دول العالم، وممثلى المنظمات الحكومية، والمجتمع المدنى، وعدد ضخم من قادة دول، وحكومات العالم. ليكون «27 cop» هو المؤتمر الأضخم عالميا حتى الآن بأعداد وصلت إلى أكثر من ٤٠ ألف مشارك من مختلف الجنسيات.
لو عدنا بذاكرتنا إلى الوراء فى ٢٠١١، حيث رائحة الدخان الممزوج بدماء المصريين، وأشكال الفوضى، والخراب التى عايشها الشعب المصرى فى مشهد مأساوى غير مسبوق أدمىَ قلوب المصريين جميعا خوفا على دولتهم التى كانت مهددة بالضياع.
لا يمكن المقارنة بين المشهدين (مشهد الحياة، ومشهد الموت)..
بين مشهد محل احترام كل دول العالم، وقدوم قادة العالم للمشاركة فى أضخم حدث على الأرض المصرية، ومشهد زعماء العالم فى ٢٠١١، وقلقهم على الدولة المصرية، والعطف عليها، خوفا من الضياع، والانهيار.
فرق ضخم بين مشاهد ٢٠٢٢، ومشاهد ٢٠١١ فى الداخل، والخارج.
دعاة الهدم يحاولون التشكيك، والتخريب، وكأنهم فقدوا عقولهم، والأخطر أنهم يعاملون الشعب المصرى باستهتار، واستخفاف، وهو الأمر غير المقبول من كل الفئات.
مصر الآن دولة قوية، وواعدة، ولولا قوتها، واستقرارها لما كان من الممكن أن تقوم بتنظيم هذا الحدث الدولى المهم، الذى يحضره كل هؤلاء الزعماء، والقادة، والوزراء.
مؤتمر شرم الشيخ رسالة قوية للخارج، والداخل على السواء، رسالة تؤكد أن مصر أصبحت فى منطقة مختلفة، وأنها قادرة على تخطى كل التحديات، وأن شعبها، وجيشها، وشرطتها قادرون على احتضان كل قادة العالم، والترحيب بهم من أجل إنقاذ الكرة الأرضية من حافة الهاوية.
مصر تنظر إلى المستقبل، وتتجه إليه بكل قوة، والضمان الأكيد لكل ذلك وحدة الشعب، وجيشه، وشرطته مجتمعين فى خندق التعمير، والبناء، رغم أنف، و«هذيان» أهل الشر فى الخارج، وكل من يتعاطف معهم فى الداخل.