جراسلى 89.. وفروست 25
نشر بالأهرام الثلاثاء 15 نوفمبر
جراسلى «89».. وفروست «25»
نتفق، أو نختلف مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكن لا أحد يختلف على أنها القوة «الأكبر»، و«الأهم» فى العالم، ولديها نظام ديمقراطى متقدم.
فى انتخابات الكونجرس الأخيرة، فاز «الجمهورى» تشاك جراسلى، البالغ من العمر «٨٩ عاما»، بمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية «أيوا»، والذى يحتفظ به منذ عام ١٩٨١، ولعدد ٨ دورات متتالية، فى حين فاز «الديمقراطى» ماكسويل فروست، البالغ من العمر «٢٥ عاما»، بمقعد لأول مرة فى «مجلس النواب» عن ولاية «فلوريدا».
شىء يستحق أن نتوقف أمامه، فالقصة هنا ليست شبابا وشيوخا، وإنما «الأكفأ» الذى يتم اختياره.
الانتخابات ليست تعيينات قد نتفق، أو نختلف حولها، لكنها اختيارات شعبية خالصة، ودائما يختار الناخبون من يكون الأفضل بالنسبة لهم، ولمصالحهم.
صحيح أن الانتخابات لا تأتى دائما بالأفضل بشكل مطلق، لكنها تعبر بوضوح عن رغبات الناخبين.
استوقفنى هناك أن مسألة السن لم تكن عنصرا حاسما فى الانتخابات، لأن تشاك جراسلى، البالغ من العمر ٨٩ عاما، سوف يستمر فى تمثيل ولايته حتى سن ٩٣ عاما، ومع ذلك اختاره الناخبون، وفى الوقت نفسه، فقد اختار الناخبون أيضا أصغر مرشح على الإطلاق هو ماكسويل فروست، البالغ من العمر ٢٥ عاما، أى أنه فى سن خريجى الجامعات حديثى التخرج، ومع ذلك فقد اختاره الناخبون أيضا.
هى رؤيتهم، وإرادتهم، ومن حقهم أن يختاروا كما يشاءون، لكن الدرس المهم الذى يجب أن نستفيد منه هو كيفية إلغاء فكرة «صراع الأجيال»، وتكريس مفهوم «التكامل فيما بينهم»، فالكل له مكان، والكل لديه فرصة مادامت توافرت لديه الشروط المؤهلة لذلك، ومادام نجح فى التجاوب مع متطلبات العمل المطلوب منه، بغض النظر عن سنه، وسواء أكان من جيل الشيوخ أم من جيل الشباب.