شام.. الأمل
نشر بالأهرام الخميس 17 نوفمبر
«شام».. الأمل
بعيدا عن الانقسامات السياسية التى راحت «تمتدح»، أو «تعاتب» الطفلة السورية الصغيرة الجميلة «شام البكور»، فإنها أحيت الأمل فى نفوس الشعوب العربية.
شام البكور فازت فى مسابقة «أبطال التحدى للقراءة العربية» التى أقيمت على مسرح دار الأوبرا فى دبى برعاية وحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي- نائب رئيس دولة الإمارات.
«شام» صاحبة الأعوام السبعة قرأت ما يزيد على ١٠٠ كتاب، وفازت بالجائزة الأولى من بين ملايين المشاركين، رغم ظروفها القاسية التى مرت بها، فهى طفلة سورية، ووالدها راح ضحية لهذه الحرب اللعينة التى شردت وقتلت الملايين من أبناء الشعب السورى الشقيق، وعاشت الطفلة يتيمة الأب، وتولت والدتها السيدة «منال مطر» رعايتها بعد وفاة والدها.
«شام» لم تحيِ الأمل فى نفوس السوريين فقط، بل فى نفوس كل العرب وقدرتها على تخطى الصعوبات، والأزمات مهما تكن حدتها، والقدرة على تحويل المحنة إلى منحة.
نحتاج إلى الملايين من أبناء الشعوب العربية ليكونوا مثل «شام» فى القراءة والثقافة والفن، والإبداع والعمل والإنتاج والتقدم التكنولوجى.. وكل المجالات.
كسر الطوق الرهيب حول الشعوب العربية يبدأ بالوعى والثقافة والعمل والإنتاج، ليكون ذلك هو البداية لإنقاذ سوريا ولبنان واليمن والصومال وليبيا وفلسطين.. وكل دول العالم العربى التى لاتزال تعانى أزمات متعددة ومتنوعة.
صحيح هناك فرق بين أزمة الشعب الفلسطينى وأزمات بقية الدول العربية، لكن تظل المعاناة، وانعدام الأمن، وتهجير أعداد كبيرة من أبناء هذه الدول عاملا مشتركا فى كل أزمات هذه الدول الأسيرة للاقتتال الأهلى، أو الاحتلال الصهيونى.
أتمنى أن تنجح شعوب الدول العربية التى لاتزال تعانى الأزمات فى الخروج من النفق المظلم الذى تعيش فيه، وأن تكون الطفلة «شام» شمعة الأمل فى نهاية هذا النفق اللعين.