تويتر.. وانكسار الموجة
نشر بالأهرام الثلاثاء ٢٢ نوفمبر
«تويتر».. وانكسار «الموجة»!
هل يكون انهيار «تويتر»، والخسائر الضخمة التى لحقت به بداية النهاية لكسر «الموجة» العاتية لمواقع التواصل الاجتماعى، مثل تويتر، وفيسبوك .. وغيرهما؟!
أعتقد أن موجة مواقع التواصل العاتية قد بدأت فى الانكسار فعليا منذ فترة طويلة، بعد أن فقدت الكثير من مصداقيتها، وأصبحت محل شك من جانب المستخدمين، ولم تعد تصلح كمصدر للأخبار، أو أن تكون المعلومات التى تتداولها محل ثقة من جانب الكثير من المستخدمين.
المؤكد أنه لن تنتهى، أو تختفى مواقع التواصل، وأنها سوف تستمر، لكنها لن تكون بجاذبيتها التى كانت عليها من قبل، وسوف تستمر فى فقدان الجاذبية، والاهتمام، لأن عامل الوقت ليس فى مصلحتها، وسوف يسهم ذلك فى تهذيب استخداماتها فى المستقبل إلى أدنى حد ممكن.
الكثيرون الآن يعتقدون أن الجلوس طويلا أمام مواقع التواصل مضيعة للوقت، والتقارير الطبية أكدت مخاطره الصحية، والأهم من كل ذلك هو تأكد المستخدمين بأنفسهم من زيف الكثير من المعلومات، والأخبار التى يتم تداولها عبر تلك المواقع.
إيلون ماسك، المالك الجديد لموقع «تويتر»، عجل بسرعة الانهيار بعد قراراته المتسارعة، والعشوائية التى أدت إلى تدهور الخدمة، وفقدانها مصداقيتها، وتشريد آلاف العمال، وانسحاب أعداد ضخمة من مستخدمى «تويتر»، مما انعكس بالسلب على إيراداته، وارتفاع خسائره التى تجاوزت المليارات من الدولارات.
خسائر «تويتر» لم تصب فى مصلحة «ميتا» (فيسبوك)، الذى يواجه أيضا خسائر ضخمة الآن، وإن لم تكن بدرجة خسائر «تويتر»، لكن وجود خسائر فى «ميتا» يؤكد فقدان الثقة العامة فى مواقع التواصل خلال المرحلة المقبلة.
ربما يحاول مالك تويتر (إيلون ماسك) إصلاح الأخطاء القاتلة التى ارتكبها، لكن الخطأ الذى لا يمكن إصلاحه هو فقدان الثقة من جانب المستخدمين، والنظر بعين الشك، والريبة إلى هذه الوسائل فى المرحلة المقبلة بعد أن كانت مصدر إبهار، وإعجاب فى السابق.