صداع التصالح
نشر بالأهرام الأثنين 28 نوفمبر
صداع «التصالح»!
أمس بدأ مجلس الشيوخ مناقشة مشروع القانون المقدم من الحكومة بشأن تقنين أوضاع بعض مخالفات البناء، والتصالح، وبعض مشروعات القوانين ذات الصلة بهذا الموضوع.
مخالفات البناء هى صداع مزمن منذ عقود طويلة، وللأسف نتج عنها إقامة تجمعات عشوائية ضخمة فى كل محافظات مصر بلا استثناء.. حتى المناطق الراقية، والمخططة تعرضت هى الأخرى لهجمة شرسة من المخالفات أدت إلى تشويه هذه المناطق.
أكثر المخالفات يتعلق بالتعدى على الأراضى الزراعية، وأملاك الدولة، ومخالفات التعدى على خطوط التنظيم المعتمدة.. وغيرها .
المشكلة أن هذه المخالفات أصبحت أمرا واقعا منذ سنوات طويلة، وربما عقود، ولابد من تقنين أوضاعها، ووضع خط فاصل تحتها لمنع وقوع مخالفات جديدة، وهذا هو التحدى الأكبر، والأهم لمنع وقوع مخالفات مستقبلية.
أعتقد أن مشروع القانون المقترح سوف يأخذ وقته فى المناقشة داخل مجلس الشيوخ، ثم يتم إرساله إلى مجلس النواب، بحيث يخرج القانون الجديد وقد راعى الكثير من المشكلات الحالية التى تتطلب التدخل، وإيجاد حل علمى يحقق مصلحة الأفراد، والمجتمع فى آن واحد.
المؤكد أنه لا تصالح فى المخالفات المخلة بالسلامة الإنشائية للمبنى، لأن حياة المواطن ليست محل نقاش.
للأسف، هناك ثقافة عامة يجب أن تنتهى وهى إدمان المخالفات، ومحاولة فرض هذه المخالفات على المجتمع بمرور الوقت، وهى ثقافة موجودة لدى الكثيرين، وأصبحت سائدة، ومفضلة عند هؤلاء المخالفين.
القضاء على تلك الثقافة الموروثة السيئة يقتضى ضرورة تسهيل الإجراءات، والفصل بين طالب الخدمة ومقدمها، من خلال ميكنة الإجراءات، لسرعة إصدار التراخيص بسهولة، ودون تعقيدات، وفى ذات الوقت سن التشريعات الحاسمة واللازمة فى هذا الإطار ليتوقف صداع المخالفات إلى الأبد.