الشيطان يعظ
نشر بالأهرام الثلاثاء 29 نوفمبر
الشيطان يعظ.. !
لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن قتلى، وجرحى فلسطينيين أبرياء ضمن حملات اعتقالات، واغتيالات ممنهجة، ومنظمة من الاحتلال الإسرائيلى ضدهم.
دماء الشهداء فى فلسطين تكاد تغطى عيون العالم، والبرلمان الأوروبى مشغول بحقوق المثليين، والشواذ، ومحاولة فرض مفاهيم غريبة، وشاذة على الآخرين.
فجأة تحول البرلمان الأوروبى من الدفاع عن حقوق الشواذ، والمثليين إلى الخروج ببيان مملوء بالمغالطات، ولا يستند إلى معلومات حقيقية عن أوضاع حقوق الإنسان فى مصر.
خلط البرلمان الأوروبى بين المتهمين فى قضايا جنائية، والمحبوسين على ذمة تحقيقات، وكذلك الصادرة بحقهم أحكام قضائية، وبين قضايا حرية الرأى، والتعبير.
كان المفروض أن يكون هناك تدقيق قبل إصدار البيان، وللأسف فقد تناسى البرلمان الأوروبى ما يحدث الآن من خطوات مهمة فى مجال «الحوار الوطنى»، وبحث ملفات المحبوسين، والإفراج عن أعداد كبيرة منهم خلال الفترة القليلة الماضية من خلال «لجنة العفو الرئاسى».
كان من الطبيعى أن يتواصل البرلمان الأوروبى أولا مع «لجنة العفو الرئاسى»، و«البرلمان المصرى»، و«لجنة حقوق الإنسان» ليدقق معلوماته بدلا من أن يتواصل مع أطراف هاربة من مصر، ولا تعيش فيها، وتعمل ليل نهار ضد المصالح المصرية.
أتذكر كلمات رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم فى افتتاح مونديال قطر لكأس العالم حينما قال إن على الغرب الاعتذار ٣٠٠٠ سنة قادمة عن الحماقات التى تم ارتكابها ضد العرب فى السنوات الماضية.
أتمنى أن يعتذر البرلمان الأوروبى عن أخطائه، ومعلوماته المغلوطة، وأن يكف عن سياسة فرض الوصاية، والإملاءات غير المقبولة، ويقيم جسرا للتواصل، والحوار إذا كان يرغب حقيقة فى الوصول إلى نتائج أفضل.