المساحة نفسها.. ولكن
نشر بالأهرام الأثنين ٢٧ فبراير
المساحة نفسها.. ولكن!
أمس كان يوما تاريخيا بامتياز، لأنه أولا يمثل لحظة انتصار تاريخى على الإرهاب فى سيناء، وقطع دابر الإرهابيين، وتجفيف منابعهم إلى غير رجعة - إن شاء الله - وثانيا لأن هذا الانتصار التاريخى يعتبر البداية لتعمير سيناء، ودخولها بقوة إلى عصر التنمية، ومن هنا جاء تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسى اصطفاف المعدات المشاركة فى خطة تنمية، وإعمار سيناء خلال المرحلة المقبلة.
تبلغ مساحة سيناء نحو ٦٠ ألف كيلومتر مربع، أى أنها تعادل المساحة نفسها التى يعيش عليها سكان مصر البالغ عددهم ١٠٤ ملايين نسمة.
معنى ذلك ببساطة أن تعمير سيناء يضيف مساحة أخرى للأراضى المصرية المعمورة، ويضاعفها بنسبة ١٠٠% إذا نجحت خطة التعمير، التى يعتبر أمس يوما تاريخيا لها، وبداية دخولها مرحلة التنفيذ على أرض الواقع.
نعم التكلفة كانت رهيبة، وغالية، وبلغت نحو ٥٠ مليار دولار، كما أعلن الرئيس أمس، لكنه لم يكن هناك بديل آخر سوى ترك سيناء نهبا للإرهاب، والفوضى، وسيطرة الجماعات الإرهابية عليها، كما كانت تتمنى هذه الجماعات، وخططت له، بل شرعت فى تنفيذه خلال الفترة من ٢٠١١ حتى ٢٠١٤، وبعدها رفعت الدولة المصرية لواء «مقاومة الإرهاب، واستئصال شأفة تلك الجماعة»، واستغرقت تلك المهمة أكثر من ٥ سنوات تحملت فيها القوات المسلحة، والشرطة المصرية تكاليف باهظة فى الأرواح، والمعدات، والفاتورة الاقتصادية.
لم تذهب هذه الجهود أدراج الرياح، وإنما حققت أهدافها بكل دقة، وأصبحت سيناء الآن مهيأة لأكبر عملية تنمية فى تاريخها القديم، والحديث.