المجزرة

نشر بالأهرام الثلاثاء ٢٨ فبراير

المجزرة..!

فى الوقت الذى زار فيه الرئيس الأمريكى جو بايدن كييف ليعلن تضامنه مع أوكرانيا، وطالب بضرورة انسحاب القوات الروسية منها، ورفضه أية تنازلات فى هذا الإطار- قامت القوات الإسرائيلية المحتلة بارتكاب مجزرة ضخمة فى نابلس الأسبوع الماضى، راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين، وكبار السن دون أن تتحرك الولايات المتحدة، وترفض هذه المجزرة.

جاء البيان، الذى ألقته مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى أثناء التصويت على قرار يطالب بانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، معبرا تماما عن الاستياء الشديد من سياسة الكيل بمكيالين التى تنتهجها بعض الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

مصر مع التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية، وتحقيق السلام العادل، والدائم هناك، وانسحاب روسيا من الأراضى الأوكرانية، لكنها أيضا مع السلام العادل، والدائم فى فلسطين، وانسحاب إسرائيل من كامل الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967، وقيام الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية.

سياسة الكيل بمكيالين سياسة خاطئة، وترسخ لمفاهيم المعايير المزدوجة فى الحالات المتطابقة، فالوضع فى الاثنتين احتلال، والمطلوب أن تتبنى الولايات المتحدة، ومعها الغرب، سياسة موحدة ضد الاحتلال بشكل عام، وضد مبدأ قهر الشعوب، وقتل المدنيين، وضرورة كبح جماح المستوطنين، والمتطرفين، وإقامة سلام عادل، ودائم يرتضيه الشعب الفلسطينى الصامد منذ أكثر من 70 عاما حتى الآن.

مجزرة نابلس وحشية بكل ما تعنيه الكلمة، وتؤكد سياسة المعايير المزدوجة التى ينتهجها الغرب فى أوكرانيا، والأراضى الفلسطينية، مع أن الاحتلال واحد فى كلتيهما.

Back to Top