الحنين إلى بغداد
نشر بالأهرام الأربعاء ٨ مارس
الحنين إلى بغداد
ما بين مصر والعراق كثير، وعميق، والتاريخ بينهما متشعب، وغزير، والمستقبل مشرق، وفى طياته الكثير من فرص التعاون، والشراكة.
العراق كانت يوما ما الحاضنة الأولى للعمالة المصرية، وكان بها أكثر من مليونى عامل مصرى من كل الشرائح، خاصة تلك الشرائح البسيطة من العمالة الزراعية، والفنية، والعمالة غير المؤهلة.
كان الدخول إلى العراق، والخروج منها بالبطاقة الشخصية، ولم تكن هناك حواجز، أو عراقيل أمام حركة التنقل، أو السفر، أو المشاركات الاقتصادية.
أعتقد أن هناك عددا من العمالة المصرية مازال موجودا بالعراق، بعد أن اختاروا، برغبتهم الكاملة، البقاء هناك، خاصة المزارعين الذين استصلحوا الأراضى، وأقاموا فيها.
العلاقات المصرية- العراقية عادت من جديد إلى «أوج» قوتها منذ تقلد الرئيس عبدالفتاح السيسى شئون البلاد، حيث تحرص الدولتان، ومعهما الأردن، على إقامة نموذج عربى متميز يمكن أن يصلح نواة لنموذج أكبر مستقبلا.
زيارة محمد شياع السودانى، رئيس الوزراء العراقى، يوم الأحد الماضى، إلى مصر، ولقاؤه الرئيس عبدالفتاح السيسى، ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى- تأتى فى إطار تفعيل، وتنويع أطر التعاون الثنائى فى شتى المجالات السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والثقافية.
العراق بدأت تتعافى من آثار الغزو الأمريكى البغيض الذى ترك ندوبا، وجروحا غائرة فى جسدها، لكن قدرة الشعب العراقى، وصموده، ورغبته فى البقاء- تجعله قادرا على تجاوز تلك المحنة.
المؤكد أن مصر لديها من الخبرات، والإمكانات الكثير الذى تستطيع أن تقدمه للعراق، خلال رحلة تعافيها من آثار العدوان فى إطار خصوصية العلاقة بين الدولتين، والشعبين الشقيقين.