باخموت الحائرة
نشر بالأهرام الخميس 9 مارس
«باخموت» الحائرة..!
هل تسقط باخموت أم تصمد؟..
ربما تكون قد سقطت وقت قراءة هذه السطور، وربما لاتزال صامدة؟!
الأنباء متضاربة، لكن المؤكد أن المدينة باتت فى وضع صعب جدا، وأصبحت أقرب إلى السقوط منها إلى الصمود.
المثير للحيرة أيضا هو موقف قائد قوات «فاجنر» الذى أصبح يطلق طلقات كلامية حادة ضد القوات الروسية، ويندد بمواقفها، ولا أحد يدرى هل يحدث ذلك من باب المناورة أم أنه مقدمة للانفصال، والطلاق بين روسيا وقوات «فاجنر»؟!..
أعتقد أن الانفصال، والطلاق النهائى بين روسيا وقوات «فاجنر» صعب للغاية، وربما يكون مستحيلا، لأن ذلك يعنى نهاية «فاجنر»، وكذلك يعنى مقدمة للانسحاب الروسى من مناطق كثيرة فى إفريقيا، وسوريا، وحتى أوكرانيا.
الانتصار فى معركة «باخموت» مهم للطرفين، فهو انتصار كبير بالنسبة للقوات الروسية، بعد فترة من جمود الموقف على الجبهات، وبعد أكثر من عام على اندلاع الحرب مع أوكرانيا.
على الجانب الأوكرانى، فإن نجاح قواتها فى كسر الحصار، وطرد القوات الروسية يعنى الكثير أيضا، ويمثل ضربة موجعة للقوات الروسية، وقوات «فاجنر» المتحالفة معها.
فى كل الأحوال، لا أعتقد أن معركة «فاجنر» هى نهاية المطاف مادام الجانبان مستمريِّن فى رفضهما مبدأ وقف إطلاق النار، والجلوس على مائدة التفاوض دون شروط مسبقة، والبدء فى عملية سياسية شاملة للخروج من ذلك المأزق.
لا أدرى أين ذهبت المبادرة الصينية؟.. ولماذا لا تطلقها الصين رسميا ببنودها، وتفاصيلها الكاملة؟.. وهل تراجعت الصين عن إطلاق مبادرتها أم أنها تنتظر التوقيت المناسب؟.. وهل تدخل معركة «باخموت» فى تلك الحسابات؟..
أسئلة كثيرة لاتزال معلقة فى الحرب الروسية - الأوكرانية تجعل من الصعب استشراف نهاية قريبة لتلك الحرب اللعينة.