يتيم الأبوين
نشر بالأهرام الجمعة 10 مارس
يتيم الأبوين
كان الطفل بلال أكثر أبناء الشهداء تعاطفا من كل الموجودين فى قائمة احتفال يوم الشهيد أمس، وأبكى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأبكى جموع الحاضرين، لأنه حالة خاصة جدا بعد أن فقد أبويه ولم يتجاوز عمره العامين.
الطفل بلال أصبح يتيم الأبوين بعد أن فقد والده النقيب شهيد محمد جمال عطية الأكشر، فى عام 2015 وكان عمره عاما وشهرين، وبعد مرور 6 أشهر فقد والدته التى ذهبت لأداء فريضة الحج لتغسل همومها وتناجى ربها، إلا أنها لبت نداء الله، وتوفيت هناك فى أثناء أداء الفريضة ليعيش الطفل بلال يتيم الأبوين وتتولى رعايته جدته لأمه.
بلال ابن أبيه فهو بطل مثله، وفى أثناء اصطحابه جدته خلال تكريم الرئيس لهما أصر على إلقاء كلمة أبكت الحضور حينما حكى قصته ووجه رسالة مؤثرة لوالديه قائلا «كان نفسى أعيش معاكم، لكن مادام ربنا عايز كده أنا مش زعلان.. أنا عاوزكم تكونوا مبسوطين فى الجنة.. أنا بكتب لكم جوابات وبقول لكم وحشتونى أوى.. اطمئنوا عليا إن شاء الله هكبر وهبقى ضابط وهجيب حق بابا، وهحقق حلم ماما، أنا ابن الشهيد البطل النقيب محمد الأكشر».
مصر ولادة، هكذا نجحت الجدة البطلة فى تربية الطفل البطل ابن الشهيد البطل ليكون قويا فى مواجهة أكبر اختبار وهو فقد الأبوين.
بالأمس كان احتفال بطعم دموع الفرح لتأكيد الانتصار على الإرهاب، إلا أن هذا الانتصار كانت له تكلفة باهظة الثمن، سواء تكلفة مادية وصلت إلى أكثر من ٩٠ مليار جنيه، أو تكلفة بشرية عزيزة وغالية لا يمكن تقديرها بالملايين.
فى كلمته القصيرة غير المكتوبة التى ألقاها الرئيس بعفوية شديدة أوضح الرئيس بعض المعلومات المهمة والمتعلقة بشراسة المعركة ضد الإرهاب التى استمرت ما يقرب من ١٠سنوات كاملة حتى تحقق النصر لتعود سيناء آمنة مطمئنة إلى حضن الوطن بعد اقتلاع جذور الإرهاب منها إلى غير رجعة.