نشر بالأهرام الأثنين13 مارس
سلة غذاء جديدة
قديما قالوا «لا حرية لشعب لا يملك قوت يومه»، وحديثا أكدت جائحة «كورونا»، وما وراءها (الحرب الروسية - الأوكرانية) أن الشعوب التى لا تملك قوتها معرضة للأزمات، والمشكلات الضخمة مهما يكن حجم مواردها.

يوم الإثنين الماضى اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسى مع وزيرى الزراعة والرى، وعدد من المسئولين لمتابعة مشروع «الدلتا الجديدة»، وهو واحد من أهم المشروعات الزراعية التى تقام فى مصر منذ عقود طويلة.

المشروع يتضمن إضافة نحو مليون فدان لرقعة مصر الزراعية، فى مرحلته الأولى، ويضم مشروعىّ «مستقبل مصر» و«محور الضبعة»، وذلك بهدف زيادة إنتاج مصر الزراعى من القمح، والذرة، والبقوليات.. وغيرها من المحاصيل الزراعية الأساسية التى يحتاج إليها المواطنون.

مشروع «الدلتا الجديدة» يتكامل مع مشروعات زراعية أخرى فى توشكى، والفرافرة، والواحات، والريف المصرى، بهدف إضافة ما يقرب من مليون ونصف المليون فدان لرقعة مصر الزراعية خلال المرحلة المقبلة، وبما يعادل نحو 25٪ من الرقعة الزراعية، فى طفرة غير مسبوقة منذ عصر محمد على.

هذه المساحات سوف تكون سلة غذائية جديدة، وضخمة لتغطية احتياجات الشعب المصرى الأساسية من السلع الإستراتيجية، خاصة تلك السلع التى يتم استيرادها من الخارج.

أتمنى أن تكون هناك خطة للتركيز على المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح، والذرة، وتلك المحاصيل اللازمة لصناعة الأعلاف لتلبية احتياجات مزارع الإنتاج الحيوانى، والداجنى.

أعتقد أن وجود خريطة إلزامية بالمحاصيل الإستراتيجية مدعومة بالأسعار الاسترشادية، بالإضافة إلى هذا التطور الهائل فى زيادة الرقعة الزراعية يضمن سد جزء كبير من الاحتياجات الغذائية الضرورية، واللازمة، ويوفر مليارات الدولارات التى يتم إنفاقها من أجل استيراد القمح، والأعلاف، والدواجن، واللحوم خلال المرحلة المقبلة، وهذا هو المهم حتى لا نقع فريسة لتقلبات سعر الصرف، أو الحروب، والكوارث العالمية.