إثيوبيا العجيبة
نشر بالأهرام الجمعة 17 مارس
إثيوبيا العجيبة..!
فى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الأخير، وافق المجلس (بالإجماع) على اعتبار بند السد الإثيوبى بندا دائما على جدول أعمال الجامعة، لكونه قضية مهمة، ووجودية تخص دولتى المصب (مصر والسودان ).
الغريب، والعجيب هو ما صدر عن وزارة الخارجية الإثيوبية، حيث أكدت مواصلة إكمال بناء السد، ومشيرة إلى أن هذا الملف يجب أن يُحل عن طريق الاتحاد الإفريقى، وطالبت بوقف تمرير ملف السد إلى مجلس الأمن، أو الجامعة العربية، وحله إفريقيا.
إثيوبيا اعتادت «الكذب»، و«التضليل» فى كل ما يخص السد، وإصدار بيانات غير معبرة عن الحقيقة.
هى تواصل بناء السد، وتقوم بعمليتى الملء والتخزين بشكل أحادى، وترفض الوصول إلى حل إفريقى، أو دولى، أو عربى، لكنها فى كل مرة تتذرع بحجج «واهية»، وأكاذيب ليس لها أى منطق.
قضية السد الإثيوبى على طاولة ملف الاتحاد الإفريقى منذ عدة سنوات، ومصر تؤمن بأهمية الحل الإفريقى، وإثيوبيا هى التى «تماطل»، وترفض الحل الإفريقى، رغم كل المحاولات الجادة من رؤساء الاتحاد الإفريقى المتعاقبين على هذا الملف.
الرد المصرى على لسان وزير الخارجية سامح شكرى كان واضحا، وحاسما خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع وزير الخارجية الكينى فى أثناء زيارته القاهرة الأسبوع الماضى، حيث أكد سامح شكرى أن مصر انخرطت فى المفاوضات برعاية إفريقية، ولم تُؤتِ هذه المفاوضات ثمارها بسبب عدم وجود رغبة إثيوبية حقيقية فى هذا الإطار، مشيرا إلى أن الدولة المصرية ستدافع عن مصالح شعبها، وستتخذ الإجراءات التى تحفظ حقوقها المائية.
أعتقد أن الهدف الإثيوبى بات واضحا، وهو تمرير الوقت حتى يصبح السد أمرا واقعا لتفرض شروطها كما تشاء بعد ذلك، وهو الأمر غير المقبول تماما.