٢٠ عام

نشر بالأهرام الأثنين 20 مارس
٢٠ عاما..!

أمس كانت الذكرى الـ«٢٠» للغزو الأمريكى للعراق عام ٢٠٠٣، حينما قام الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش بذلك.

بدأت الحملة العسكرية الأمريكية ضد العراق فى ١٩ مارس بقصف جوى عنيف تحت مسمى «الصدمة والترويع»، وكان القصف الجوى يستهدف التخلص من الرئيس العراقى، وقتله قبل بدء الغزو البرى، لكنه لم ينجح فى ذلك.

بعد القصف الجوى العنيف بدأت حملة الغزو البرى، وانهار الجيش العراقى بسرعة لتبدأ حملة الخراب، والتدمير فى العراق، والقبض على الرئيس العراقى صدام حسين، وإعدامه.

بعد ذلك تم تنصيب حاكم أمريكى للعراق هو «بول بريمر» تحت مسمى «سلطة الائتلاف المؤقتة».

كانت مهمة بول بريمر محددة، وتتركز فى تفكيك الدولة العراقية، وتدمير بنيتها السياسية، ومحو مؤسساتها الوطنية، وهو ما فعله بدقة، فقام بحل الجيش العراقى، وتسريح جنوده، وقادته، وكذلك تفكيك حزب «البعث»، وعزل كل المنتمين إليه.

وضع الحاكم الأمريكى السم فى العسل، وتحت مسمى الفيدرالية تمت «لبننة» العراق، فهذا للسنة، وذاك للشيعة، والثالث للأكراد، لتبدأ الحرب الطائفية الشنيعة بين أبناء الوطن الواحد، وتختفى الهوية الوطنية لمصلحة الهوية الطائفية.

فكرة شيطانية مجنونة كانت بداية للخراب العربى، وأصبحت نظرية «الفوضى الخلاقة» هى النظرية التى تؤمن بها الإدارة الأمريكية فى الوطن العربى، تمهيدا لتطبيق النموذج العراقى فى كل دول العالم العربى بلا استثناء.

لم يجلب الغزو الأمريكى الديمقراطية، أو حقوق الإنسان، أو التقدم، والرخاء إلى العراق، وإنما حدث العكس تماما، ومازال العراق يعانى حتى الآن، رغم مرور ٢٠ عاما على تلك الذكرى حالكة السواد

Back to Top