نشر بالاهرام الخميس 23 مارس
أول يوم..!

أول يوم فى شهر رمضان له مذاقه الخاص عند كل المسلمين بشكل عام، والمصريين بشكل خاص.

هو بداية تغيير العادات اليومية فى المأكل، والمشرب، وفى معظم العادات، والسلوكيات.
مع قدوم رمضان تتغير أحوال الأسرة المصرية، وتنشغل بالتجهيز لاحتياجاته، فهو بحق شهر الفرحة، والعبادة، وصلة الرحم.
سافرت إلى دول عديدة فى رمضان، منها دول عربية، وإسلامية، وفى كل الأحوال فالمؤكد أن رمضان فى مصر له مذاق مختلف تماما عن بقية دول العالم.
مع تطور، وسرعة الحياة، لم يختلف المشهد كثيرا فى رمضان عن ذى قبل، والفرق هو ظهور أنماط جديدة من الاحتفالات، وإن كانت مظاهر الاحتفالات القديمة أكثر روعة، ودفئا.
كان الأطفال يتسابقون لإعداد زينة الشوارع بالمشاركة مع بعضهم، وحسب القدرة المادية تكون الزينة من الأوراق العادية، أو الأوراق الملونة الزاهية، والفوانيس التى يتم تصنيعها
مع تطور وسرعة الحياة اختفت بعض المظاهر، لكن ظهرت أخرى جديدة، وفى كل الأحوال ظل رمضان يحتفظ بمذاقه المصرى الخاص، والمتميز دائما.
المشكلة أن البعض يقوم بتحويل شهر رمضان إلى شهر «كسل»، و«إجازة»، و«تعطيل مصالح الناس»، وهو أمر غير مقبول دينيا، لأن شهر رمضان فى التاريخ الإسلامى شهر عظيم شهد أعظم الانتصارات، وكان أول نصر فى التاريخ الإسلامى فى غزوة بدر الكبرى التى وقعت فى السابع عشر من رمضان فى العام الثانى من الهجرة النبوية الشريفة، وهى الغزوة «الفارقة» فى التاريخ الإسلامى، وبداية الانتصارات، والفتوحات الإسلامية.
أما أحدث الانتصارات، فكان فى حرب العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر، وهو الانتصار الأعظم فى التاريخ الحديث، وكان أيضا فى رمضان.
ما بين غزوة بدر وانتصارات أكتوبر كان هناك الكثير من الانتصارات الإسلامية الكبرى فى شهر رمضان، لأنه شهر الانتصارات، والإنجازات، والعمل، وليس شهر الكسل، والإهمال، واللامبالاة.. وكل عام أنتم بخير