أوبرا وأشقاؤها
نشر بالأهرام الأثنين 27 مارس
«أوبرا» وأشقاؤها
تذكرت (ونحن فى شهر رمضان المبارك) مقولة الإمام محمد عبده الشهيرة «وجدت فى أوروبا إسلاما بلا مسلمين» حينما قرأت مقال الزميلة آمال عثمان فى «أخبار اليوم» عن «أوبرا وينفرى» وأبنائها.
أوبرا وينفرى، المذيعة الأشهر فى العالم، تكفل ٦٥ ألف شخص، وتنفق عليهم بشكل كامل، حتى يصلوا إلى بر الأمان، وأصبح منهم العلماء، والباحثون، والنابغون فى مختلف المجالات.
٤٥٠ من هؤلاء الذين تكفلت بهم أوبرا وينفرى أقاموا حفلا ضخما لها فى استاد شيكاغو الرياضى، وتحدث نيابة عنهم خمسة علماء، من خريجى جامعة «هارفارد» ليقدموا لها الشكر، وتبرعوا بـ«٣٠٠» ألف دولار لمؤسستها الخيرية.
أوبرا وينفرى ليست الحالة الوحيدة، وهناك الكثير من الحالات التى يصعب حصرها، وتفعل الشئ نفسه، وربما أكثر، وأبرزها «بيل جيتس» الذى تعهد بالتبرع بأمواله، وثروته إلى الجمعية الخيرية التى تحمل اسمه، واسم زوجته السابقة، قائلا: «إنه ملتزم برد أمواله إلى المجتمع».
جمعية بيل جيتس هى ثانى أكبر جمعية خيرية فى العالم، وتبلغ قيمة أصولها ما يقرب من ٥٠ مليار دولار، وتعمل فى مجالات التعليم، ومكافحة الأمراض، مثل الملاريا، ومعالجة مشكلات الصرف الصحى.
هناك أيضا الملياردير الأمريكى وارن بافيت الذى تبرع بمبلغ ٤٫١ مليار دولار، فى إطار التزامه بالتبرع بأكثر من ٩٩٪ من ثروته للمؤسسات الخيرية.
أسماء عديدة تتبرع بالمليارات وتذكرنى بما كان يحدث من الأعيان، والأغنياء قبل ثورة 23 يوليو فى إقامة الجامعات، والمؤسسات التعليمية، والمستشفيات، ودور الرعاية.
أتمنى أن يكون لدينا أوبرا وينفرى، وبيل جيتس، ووارن بافيت.. وغيرهم ممن يقومون بأعمال خيرية عظيمة، كما كان يحدث قبل ذلك، والذى نتج عنه كل أملاك وزارة الأوقاف المصرية، والكثير من المشروعات الخيرية العظيمة التى كان ينفق عليها الأعيان، والأغنياء، ويخصصون لها أوقافا دائمة للصرف عليها طوال الوقت وللحديث بقية.