هنا دمشق والقاهرة

نشر بالأهرام الثلاثاء 4 إبريل
هنا دمشق والقاهرة
قبيل خطاب الرئيس جمال عبد الناصر بساعات قليلة قام المشاركون فى العدوان الثلاثى على مصر سنة ١٩٥٦ (إنجلترا، وفرنسا، وإسرائيل) بشن غارات مكثفة على أجهزة الإرسال الخاصة بالإذاعة المصرية فى منطقة «أبوزعبل».
بعد تلك الغارات توقف إرسال الإذاعة المصرية، وانقطعت معه إذاعة أخبار العدوان الثلاثى، ومستجداته.
فى مدة قصيرة لا تتجاوز الدقائق المعدودة قرر المذيع السورى الراحل عبدالهادى بكار التضامن مع مصر، وخلال نشرة الثانية ظهرا، التى كان مقررا قبل بدايتها أن يقول كالمعتاد «إذاعة الجمهورية العربية السورية من دمشق»، قام المذيع بتغيير الجملة ليقول «من دمشق هنا القاهرة، من هنا نقدم لكم نشرة الأخبار»، لتظل تلك المقولة خالدة تؤكد وحدة الشعبين المصرى والسورى على مدى الزمان.
بين دمشق والقاهرة الكثير من أمجاد الوحدة، وآلام الانفصال، والدماء المختلطة فى حربى ٦٧ و١٩٧٣، وقبل كل ذلك وبعده التجانس بين الشعبين الشقيقين السورى والمصرى فى كل شىء تقريبا.
زيارة الدكتور فيصل المقداد، وزير الخارجية السورى، لمصر هى أول زيارة من نوعها منذ ١٠ سنوات، وتفتح الباب أمام عودة العلاقات المصرية - السورية إلى سابق عهدها قبل رياح خماسين «الربيع العربى».
الشعب السورى يعيش مأساه كبيرة الآن نتيجة التدخلات الأجنبية فى شئونه، والحرب بالوكالة على أرضه، ولابد من إيجاد تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية للحد من معاناة الشعب هناك.
من الضرورى انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا، وأن تعود سوريا دولة موحدة، كما كانت طوال تاريخها، لتتفرغ بعدها للعدو الإسرائيلى الذى لايزال يحتل جزءا عزيزا من أرضها فى الجولان.. عاشت سوريا وشعبها من القاهرة.

Back to Top