ما بين مصر والسعودية
نشر بالأهرام الأربعاء 5 أبريل
ما بين مصر والسعودية
من دون مبالغة أو تهويل، فإن العلاقات المصرية - السعودية هى علاقات إستراتيجية غير قابلة للكسر أو الجمود، فكلتاهما جناحا العالم العربى، وهما كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
واقع العلاقات الشعبية بين الدولتين أقوى وأعمق من أى كلام يقال، ويكفى أن نعرف أن أكبر جالية سعودية خارج أراضى المملكة موجودة فى مصر، والعكس صحيح، حيث توجد أكبر جالية مصرية خارج أراضى الجمهورية فى السعودية.
هذا يعنى ببساطة أن علاقات الشعبين أقوى من أى رياح، وعواصف، وأنها حائط الصد المنيع ضد أى محاولات اختراق لتلك العلاقات الراسخة، والطبيعية، فلولا أن الشعب السعودى يشعر بأن مصر بلده الثانى ما كان يفضل الإقامة فيها، وكذلك لولا أن المصريين يشعرون بالسعادة فى بلدهم الثانى السعودية ما كانوا يعتبرونها وجهتهم المفضلة الأولى فى العمل أو الزيارة.
زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخوية إلى جدة، ولقاؤه شقيقه الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد، ورئيس مجلس الوزراء السعودى، جاءت فى هذا الإطار، وتؤكد الحرص على مواصلة تطوير العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين فى جميع المجالات، وعلى مختلف الأصعدة، بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين، وتعميق التنسيق، والتفاهم تجاه التطورات، والقضايا الإقليمية، والدولية.
حفاوة الاستقبال، ودفء اللقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وشقيقه الأمير محمد بن سلمان، وضعت النقاط فوق الحروف، وأكدت تدفق العلاقات المصرية - السعودية فى مسارها الطبيعى لمصلحة الشعبين الشقيقين، ومن أجل مصلحة أكثر من ٣٥٠ مليون مواطن عربى من المحيط إلى الخليج يعيشون وسط عالم مضطرب، وسريع الأزمات.
العلاقات المصرية - السعودية صمام أمان المنطقة العربية كلها، وكلتاهما جناحا الطائر العربى الذى سوف يتأثر بشدة إذا تعطل أى جناح منهما- لا قدر الله- تحت أية ظروف.
العالم فوق بركان ملتهب، ولا بديل عن التضامن العربى لمواجهة حالة الغليان القصوى التى يشهدها العالم الآن، ومصر والسعودية هما صمام أمان التضامن العربى، والقلب النابض له.