سكتة قلب أمريكية
نشر بالأهرام الجمعة 7 أبريل
سكتة قلب أمريكية!
أصيبت الولايات المتحدة الأمريكية بسكتة قلبية مفاجئة أرغمتها على عدم الكلام، والصمت، والهذيان تجاه أحداث اقتحام الشرطة الإسرائيلية للحرم القدسى، وكل ما خرج عنها تصريح هزيل أقرب إلى الهذيان على لسان جون كيربى، المتحدث باسم مجلس الأمن القومى «ينبغى أكثر من أى وقت، أن يعمل الإسرائيليون والفلسطينيون معا للحد من هذه التوترات، وإعادة الهدوء».
هكذا تأثرت الولايات المتحدة بالأزمة القلبية الحادة التى تعانيها فلم تعد تفرق بين الجلاد والضحية، وبين المجرم والمجنى عليه، وبين المحتل الغاصب، وصاحب القضية العادلة.
اقتحام للمسجد الأقصى، وحرق للمصلى القبلى، وتدمير المحتويات، وإطلاق وابل من قنابل الغاز الخانق، والضرب بالعصا، وتقييد المصلين من السيدات والرجال والأطفال، كل هذه المشاهد البغيضة شاهدها وتابعها العالم ورغم ذلك خرجت الولايات المتحدة الأمريكية لتطالب بأن يعمل الفلسطينيون مع الإسرائيليين لإزالة التوترات، وكأن الفلسطينيين هم الذين اقتحموا معبدا يهوديا، وخربوا، وكسروا، واعتدوا على المصلين داخل المعبد اليهودى.
لو أن هذه الجريمة وقعت فى أى دولة من دول العالم، واقتحمت شرطة تلك الدولة وجيشها أحد المعابد اليهودية، وضربت المصلين، واعتقلتهم، وألقت بالقنابل الحارقة داخل المعبد اليهودى، وقيدت النساء والرجال الذين يؤدون الطقوس داخل ذلك المعبد، فماذا كان موقف الولايات المتحدة الأمريكية، وهل تطالب حينها اليهود فى تلك الدولة والذين قاموا بالاعتداء عليهم بضبط النفس وتهدئة الأوضاع؟!.
مصر أدانت اقتحام الأقصى بأشد العبارات واعتبرت تلك المشاهد «بغيضة ومستنكرة»، وحذرت من تكرارها لأنها تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعوب فى العالم أصحاب الضمائر الحية.
جنون التطرف الإسرائيلى وصل إلى أقصى مداه، وحكومة المتطرفين تريد التغطية على فشلها الداخلى، والانقسامات الحادة بشأنها داخل المجتمع الإسرائيلى، بتقديم الدم الفلسطينى قربانا لها.