الجمعة الأخيرة
نشر بالأهرام الجمعة 14 أبريل
الجمعة الأخيرة
اليوم الجمعة الأخيرة، أو «اليتيمة»، كما يسميها البعض فى رمضان، حيث إنه طبقا للحسابات الفلكية فإن عيد الفطر المبارك سوف يكون يوم الجمعة المقبل - إن شاء الله.
هكذا، وبسرعة البرق، جرى شهر رمضان المعظم، وهو الشهر الكريم الذى ينتظره المسلمون بكل الشوق، والحب مرة كل عام، وفيه تتغير حياة المسلمين، وطقوسهم اليومية، بشكل كبير.
المشكلة أن البعض يتخذ من رمضان مبررا للكسل، و«التزويغ»، واختلاق الأزمات بدافع الصوم، والضيق، ومن هنا تزداد معاناة المواطن الذى يحتاج إلى تيسير أعماله فى أى جهة، أو مصلحة، والمعاناة الأكثر صعوبة تكون من نصيب المرضى فى المستشفيات بحجة الصيام، وضيق اليوم، وتزويغ العاملين.
على الجانب الآخر، هناك من يعمل بجد، وإخلاص، ويستلهم روح رمضان الحقيقية فى العطاء، والصبر، والمثابرة، وبذل كل ما يستطيع لإسعاد الآخرين.
التسابق لعمل الخير، وتوزيع السعادة على المحتاجين، والفقراء، والضعفاء هى الملمح الأبرز والأهم فى رمضان، وسمة يتميز بها الشعب المصرى الأصيل فى كل ربوع مصر (مدنها وقراها).
لفت انتباهى زيارات سفير كوريا الجنوبية، ومشاركته في احتفالات رمضان بمنطقة المطرية بالقاهرة، ومحافظة مرسى مطروح، وكذلك قيام أعضاء السفارة الكندية بتوزيع وجبات إفطار خفيفة على المارة بعد أن شاهدوا ما يفعله المصريون فى كل مكان.
تحدى المصريون الأزمة الاقتصادية، وتكاتفوا معا، وأقاموا موائد الرحمن مثل كل السنوات السابقة، وربما أكثر، ووقف الشباب فى الطرق، ومحطات القطارات يوزعون المأكولات الخفيفة، والمشروبات على المواطنين، ويتسابقون فى عمل الخير، وينسون أنفسهم، ويؤخرون إفطارهم من أجل إسعاد الآخرين ولو بشق تمرة.
عادات مصرية جميلة، ورائعة نحتاجها طوال العام، وليس فى رمضان فقط، وصدق الرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام - حينما قال: «الخير فِىَّ وفىِ أُمَتِى إلى يوم الدين».