باب رزق.. أهم
نشر بالأهرام الخميس ٢٠ إبريل
باب رزق.. أهم!
تذكرت الحكمة الصينية القديمة التى تقول «لا تعطنى سمكة ولكن علمنى كيف أصطاد السمك» حينما تابعت الحملة الجديدة التى أطلقها «التحالف الوطنى للعمل الأهلى» ضمن مبادرة الـ «٦٠٠ ألف باب رزق» للفئات الأكثر احتياجا داخل المحافظات المختلفة.
المبادرة تستهدف دعم التمكين الاقتصادى للحالات الأكثر احتياجا، والأولى بالرعاية؛ عن طريق تحويل تلك الحالات من مستهلكة إلى منتجة، من خلال توفير فرص عمل لها، لإخراجها من دائرة الاحتياج إلى دائرة الاكتفاء، والإنتاج.
أعتقد أن هذه المبادرة من أفضل المبادرات التى يجب التركيز عليها مستقبلا بدلا من الاقتصار على تقديم مساعدات عينية فقط، مثل كراتين الأغذية، أو الملابس، أو المساعدات المادية.
المساعدات المادية، والعينية مطلوبة، ومهمة، لكن الأهم هو تحويل المحتاجين إلى منتجين من خلال إمدادهم بالإمكانات اللازمة لكى يتحولوا إلى مصادر للدخل بدلا من الاكتفاء بتلقى المساعدات العينية، والمادية، التى تنفد بمرور الوقت، ويظل الشخص فى حالة احتياج دائم.
هناك مبادرات سابقة لبعض الجمعيات الأهلية مثل مشروع «الجاموسة العُشر»، وتوزيع رءوس الماشية على المحتاجين، وكذلك مساعدة بعض الأفراد فى إقامة أكشاك مرخصة.. وغيرها من المشروعات التى من خلالها ينتقل الشخص من الفئات الأكثر احتياجا إلى فئات الأشخاص القادرة على تدبير احتياجاتها، وربما تكون بعد ذلك مصدرا لكى يساعدوا هم الآخرين من الطبقات الفقيرة، والأكثر احتياجا.
أتمنى أن يقوم «التحالف الوطنى للعمل الأهلى»، خلال المرحلة المقبلة، بالتركيز على فكرة فتح أبواب رزق أمام الفئات الأكثر احتياجا حتى نصل إلى اليوم الذى يختفى فيه الفقر، ويتحول المجتمع كله إلى مجتمع منتج، وقادر على تغطية احتياجاته بموارده الذاتية.