سلام على الشهداء
نشر بالأهرام الأثنين ٢٤ إبريل
سلام على الشهداء
أن تحتفل مصر بالشهداء وذويهم فى يوم العيد؛ فهذا أكبر دليل على عظمة عطائهم، وأفضل تقدير لهم، ولما قدموه من بذل، وعطاء لن يُنسى على الإطلاق.
حِرصُ الرئيس عبدالفتاح السيسى على أن يكون احتفال مصر الرسمى بالعيد وسط أسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن تبقى مصر، وتعيش فى أمن وأمان- له دلالة رمزية عظيمة، ورسالة إلى أسر الشهداء مفادها (لن ننساكم).
بنظرة بسيطة إلى بعض دول الجوار؛ نكتشف مدى أهمية الأمن والأمان الذى تعيشه مصر، وأن أرواح الشهداء لم تذهب سُدى، بل حققت كل أهدافها فى الحفاظ على الدولة المصرية، ومؤسساتها، وشعبها.
تابعت تكريم أسر الشهداء وسط قاعة الاحتفال المخصصة لذلك، وشاهدت حجم الحفاوة والترحاب من رئيس الجمهورية بأسر الشهداء، وأطفالهم، وتوقفت طويلا أمام صورة طفلة صغيرة عُمرها لا يتعدى الـ» ٦ أشهر» على أقصى تقدير، والرئيس يحتضنها فى أبوة بالغة، ويحاول مداعبتها.
هذه الطفلة فقدت والدها وهى جنين فى بطن أمها، ولم تنطق بكلمة «بابا» مثل غيرها من الأطفال بسبب عقول عشش فيها الخراب، والكراهية، والظلام حرمت هذه الطفلة الرائعة من حضن والدها الذى ضحى بنفسه من أجل كل أبناء الشعب المصرى.
شهداء الجيش، والشرطة يستحقون كل التكريم والإجلال، ورعاية الدولة ذويهم واجب مقدس، لذلك يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل مناسبة على تأكيد مساندتهم، ودعمهم معنويا، وماديا، لتعويضهم ولو بجزء يسير عما فقدوه.
لن تستطيع أموال الدنيا، أو غيرها، تعويض فقدان الأب، أو الابن، أو الأخ، لكن إرادة الله نافذة، ورباطة جأش أسر الشهداء تؤكد أن مصر «ولادة»، وأنها بخير إلى يوم الدين، رغم كيد الكائدين، وخسة الإرهابيين، ومكر الماكرين.
العيد وسط أسر الشهداء له مذاق مختلف، حيث تجتمع السعادة مع عزة النفس، والكبرياء، والشهامة فى آن واحد؛ لتؤكد تماسك، ووحدة المصريين قيادة، وجيشا، وشرطة، وشعبا، وقدرتهم على تخطى الصعاب، والعقبات مهما تكن بعد أن نجحوا فى قهر الإرهاب، وهزيمته إلى غير رجعة.