حريق كارثى
حريق كارثى
نشر بالأهرام الخميس 27 أبريل
أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، نبه إلى «حريق كارثى يمكن أن يبتلع المنطقة بأسرها»، محذرا، أمام جلسة مجلس الأمن التى عقدها يوم الاثنين الماضى بشأن السودان، من تدهور الأوضاع هناك بشكل سريع نتيجة مقتل المئات، وإصابة الآلاف من الأشخاص منذ بدء القتال بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.
السودان وصل إلى حافة الهاوية، والدول الأجنبية بدأت فى إجلاء رعاياها بعد أن بات الخطر قريبا منهم، ولا يفرق بين المدنيين وأطراف الصراع.
أكثر من مرة تم إعلان هدنة بين الجانبين، سواء بمبادرة من أطراف الصراع أنفسهم، أو مبادرات دولية، وآخرها ما أعلنه أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، من التوصل إلى هدنة لمدة 72 ساعة بدأت منذ منتصف ليل (الثلاثاء الماضى).
الأوضاع فى السودان تتدهور بسرعة، والمستشفيات تحولت إلى مدافن مفتوحة، وكثير منها خرج من الخدمة لنقص المستلزمات الطبية، والفوضى تجتاح المرافق العامة من كهرباء، ومياه، وصرف صحى.
المنظمات الإنسانية تجد صعوبة شديدة فى التعامل مع الموقف داخل السودان، نتيجة حالة الفوضى التى تجتاح البلاد هناك، والسطو على سيارات الإغاثة والهلال الأحمر من جانب العصابات، والفارين من السجون.
الوضع المعقد فى السودان أسهم فى زيادة أعداد الفارين من مواطنيه، وخلق أوضاعا معقدة لدى دول الجوار، نتيجة زيادة أعداد اللاجئين بدرجة غير مسبوقة.
أتمنى أن تُصغى الأطراف المتصارعة إلى صوت العقل، وتتحول الهدنة المؤقتة إلى دائمة، ويبدأ الحوار بين الطرفين من أجل التوصل إلى اتفاق شامل، ودائم يعيد الهدوء، والاستقرار إلى السودان، وشعبه، ويفتح الباب أمام إنهاء المرحلة الانتقالية، والتوصل إلى خريطة طريق مستقبلية، ليتمكن الشعب السودانى من تقرير مصيره، واختيار ما يريده بكل حرية، بعيدا عن الضغوط، وأصوات البنادق.