المشهد المرتبك
المشهد المرتبك..!
نشر بالأهرام الجمعة 28 أبريل
أمس التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، المستشار النمساوى كارل نيهامر بقصر الاتحادية لمناقشة المشهد العالمى، والإقليمى المرتبك، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.
العلاقات بين البلدين ترجع إلى ما يقرب من ١٥٠ عاما، والنمسا دولة مهمة من دول الاتحاد الأوروبى، وتربطها علاقات طيبة بجميع الأطراف، ومصر هى الأخرى دولة محورية قوية، فهى قلب إفريقيا، والعالم، والعالم العربى، ومن هنا تأتى أهمية العلاقات بين الدولتين، والمحادثات بين الوفدين المصرى والنمساوى، وكذلك المباحثات الثنائية.
مصر تتحمل ٩ ملايين لاجئ على أراضيها، ولأن لغة الرئيس عبدالفتاح السيسى دائما راقية، ومهذبة، فقد وصفهم بـ «الضيوف» خلال المؤتمر الصحفى مع المستشار النمساوى، وأنهم يعيشون على الرحب والسعة مع أشقائهم المصريين، برغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة.
هذه القضية كانت محل مباحثات مشتركة بين الجانبين، وأشار إليها المستشار النمساوى أيضا خلال كلمته فى المؤتمر الصحفى، مؤكدا ضرورة إيجاد آلية منظمة لهذه القضية تراعى حقوق، وواجبات جميع الأطراف.
المؤكد أن الأزمة السودانية الحالية سوف تسهم فى تفاقم أوضاع اللاجئين بعد فرار آلاف، وربما ملايين، السودانيين من تلك الأوضاع المأساوية التى تعيشها السودان حاليا، ومن الضرورى أن تسهم أوروبا فى تحمل جزء من تكلفة تلك الفاتورة الباهظة، وعدم الاكتفاء بالجلوس فى مقاعد «المتفرجين» فقط.
المباحثات الثنائية ناقشت العديد من الملفات، خاصة أزمة السد الإثيوبى، وأزمات السودان، وليبيا، والحرب الروسية - الأوكرانية، وضرورة اللجوء إلى لغة الحوار، والحلول الدبلوماسية لوقف تلك الحرب «اللعينة» التى أرهقت العالم اقتصاديا، وفاقمت الأوضاع المعيشية بالدول الأقل نموا.
لفت انتباهى حرارة كلمة المستشار النمساوى، حينما كان يتحدث عن مصر ودورها كقوة إقليمية، وقارية مهمة، وكذلك دورها فى حل مشكلات دول الجوار، وهو ما يؤكد الثقل العالمى لمصر، واحترام، وتقدير كل شعوب العالم لها.