جنون الذهب.. والبشر
جنون الذهب.. والبشر!
نشر بالأهرام الخميس 4 مايو
ارتفاعات متلاحقة تطارد أسعار الذهب كل يوم بعد أن سجلت أسعاره أرقاما قياسية غير مسبوقة بسبب الشائعات التى تسهم فى زيادة الإقبال على شراء الذهب، باعتباره ملاذا آمنا للاستثمار.
أكبر المستفيدين من تلك الظاهرة هم التجار، حيث أصبح سعر الذهب فى مصر يفوق الأسعار العالمية نتيجة الترويج العشوائى للإقبال عليه، والشائعات التى تطارد سعر الدولار وعلاقته بسعر الجنيه.
تابعت التقارير التى نشرتها الصحف عن أسعار الذهب، وتجاوز سعر عيار ٢٤ مبلغ ٣٤٠٠ جنيه، وارتفاع سعر عيار ٢١ إلى ٢٨٠٠ جنيه وربما تكون هذه الأسعار اليوم مختلفة صعودا أو هبوطا فليس هناك أى معيار اقتصادى صحيح يحكم ذلك دائما وإنما مضاربات و«إشاعات».
صحيح هناك أزمة اقتصادية، لكن جنون بعض البشر يسهم فى تعميق الأزمة من خلال إطلاق الشائعات، والجرى وراءها، وتصديقها مثلما يحدث الآن فى أسعار الذهب، والدولار.
للأسف الشديد هناك بعض رجال الأعمال، والمواطنين يقومون بتغذية هذه الشائعات من خلال الإقبال غير الرشيد على شراء كميات كبيرة من الذهب للتخزين، والمتاجرة، والمضاربة، مما يزيد من حجم الأزمة، ويلهب أسعار الذهب.
فى وقت الأزمات لابد من إعلاء صوت العقل، والهدوء فى التعامل، بعيدًا عن سياسة الهرولة وراء كل شائعة يتم إطلاقها عن سوء نية، ودون تفكير.
إعلاء صوت العقل يعنى ببساطة عدم شراء أى سلعة إلا وقت الحاجة إليها، وبالكمية التى يحتاجها المواطن، لكن أن يتحول الأمر إلى تخزين، ومضاربة، و«تكويش»، فهذه أمور فى منتهى الخطورة، وتؤدى إلى الإضرار الفعلى بالاقتصاد الوطنى أكثر من عوامل الأزمة الحقيقية.
مصر آمنة، ومستقرة، وقادرة على تجاوز المشكلة الاقتصادية، ومن المهم التزام الهدوء فى كل التعاملات الحياتية، واليومية، بعيدًا عن الانفعالات، والشائعات، والمضاربات التى تؤدى إلى الإضرار بالكل، بمن فيهم المضاربون أنفسهم، لأنهم سوف يكونون أول الضحايا فور انتهاء تلك الممارسات الضارة، والعشوائية التى لن يطول أمدها.