نحب بريطانيا أم نكرهها
نشر بالأهرام الاثنين 8مايو
نحب بريطانيا أم نكرهها؟
ليس مهما أن نحب بريطانيا أو نكرهها، لكن المهم أن نستفيد من تقدمها، وعلمها، وأوضاعها الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية.
تابعت مثل مليارات البشر تتويج «تشارلز» ملكا لبريطانيا فى حفل أسطورى شارك فيه معظم قادة، ورؤساء، وملوك دول العالم، ومن مصر شارك الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى.
الحفل أسطورى بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، وتشعر معه بالعراقة، والأصالة، والحفاظ على التقاليد.
تشارلز يرتدى «حُلة» الملك التاريخية، ويُمسك بالسيف الشهير، ويستمع إلى نصائح القس فى تقاليد صارمة، وتاريخية.
بريطانيا لم تقم فيها ثورة، وأعتقد أنها لن تقوم، والبعض يعتقد أن تشارلز ربما يكون آخر ملك، لكن ذلك محض اجتهادات، فقد قالوا عن الملكة إليزابيث مثل هذا الكلام، وجاء الوقت ليتوج «تشارلز» ملكا جديدا.
مراسم تاريخية مهيبة تعود تقاليدها لأكثر من 1000 عام بدأت بتحرك الموكب الملكى من قصر باكنجهام إلى كنيسة «وستمنستر آبى» فى موكب عسكرى ضخم شاركت فيه ٦٠ طائرة عسكرية من طراز «سبتيفاير»، والتى شاركت فى الحرب العالمية الثانية، و٥ آلاف جندى من القوات المسلحة البريطانية، بالإضافة إلى عدد من جنود ٣٠ دولة من دول الكومنولث.
قاد المراسم رئيس أساقفة كانتربيرى بوصفه أكبر رمز دينى لأتباع المذهب الأنجليكانى.
تقاليد نقلت المشاهدين إلى أعماق التاريخ، وأشارت إلى عراقة مملكة عظيمة بما لا يتعارض مع حداثتها، أو كونها من أكبر الدول حتى الآن، فهى سادس أكبر اقتصاد فى العالم من حيث الناتج المحلى الإجمالى، والقدرة الشرائية، إلا إنها تعتبر ثانى أكبر اقتصاد مالى بعد الولايات المتحدة الأمريكية، فى حين تعتبر لندن أكبر مركز مالى فى العالم.
الحفاظ على التقاليد لا يعنى «التقوقع»، و«التشرذم»، لكنه يمكن أن يكون قوة دفع قوية «للتقدم»، و«العصرنة» بعيدا عن الانغلاق «المقيت»، أو الانفتاح «العشوائى»، و«المشوه».