بالأحضان
نشر بالأهرام الثلاثاء 9 مايو
بالأحضان..!
بالأحضان يا شعب سوريا العربى الشقيق.. بالأحضان يا وطن سوريا الدولة العربية عضو الجمهورية العربية المتحدة.. بالأحضان للدماء المشتركة فى حروب ٤٨، و ٦٧، و ٧٣.
أهلا ومرحبا بعودة سوريا إلى مقعدها فى الجامعة العربية بعد غياب ١٢ عاما، وأعتقد أنه لم يكن هناك مبرر لهذا الغياب الطويل.
لست مع أو ضد نظام بشار الأسد، فالشعب السورى هو صاحب القرار فى اختيار نظامه، وحاكمه، ويجب عدم التدخل مطلقا فى الشئون الداخلية للدول.
أيضا يجب التفرقة بين معاقبة شعب ووطن، وبين موقف سياسى من النظام الحاكم.
غياب سوريا عن مقعدها فى الجامعة العربية يعنى ضمنيا الاعتراف بالحركات المسلحة، والاعتراف بشكل غير مباشر بتفتيت وحدة سوريا، لأنه فى ظل الغياب يصبح من حق كل طرف من هذه الأطراف أن يعلن أنه ممثل الشعب السورى، والمتحدث باسمه.
قرار موفق وإن كان متأخرا جدا، لكنه فى كل الأحوال قرار صائب ذلك الذى اتخذته الجامعة العربية فى ختام اجتماعات وزراء الخارجية العرب فى القاهرة بعودة سوريا إلى شغل مقعدها فى الجامعة العربية.
ميزة القرار أنه جاء بالاجماع، وربما يكون ذلك مؤشرا على الشعور بالذنب تجاه القرار السابق بطرد سوريا، والعودة إلى الصواب بعد أن اتضح خطؤه.
مصر تقدمت بمذكرة فى هذا الشأن، ودارت مناقشات مستفيضة حولها، وكذلك مذكرة الأمانة العامة للجامعة، وانتهت تلك المناقشات إلى ذلك القرار الصائب، وإلى ضرورة مساعدة الشعب السورى فى تقرير مصيره دون إملاءات خارجية، وبالتوافق الوطنى بين السوريين أنفسهم.
أتمنى أن يكون القرار مساعدا للنظام السورى فى تحقيق انفراجة سياسية قريبة لتعود سوريا كما كانت وأفضل- إن شاء الله.