الفرار إلى مصر
نشر بالأهرام الأربعاء ١٠ مايو
الفرار إلى مصر
كعادتى فى المساء أتابع القنوات الإخبارية المحلية، والإقليمية، والعالمية، حتى لا يفوتنى أىُ من الأحداث قبل الخلود إلى النوم، وهى عادة قديمة، ولا أستطيع النوم قبلها.
منذ أيام تابعت تقريرا على قناة «الجزيرة»، عبر مراسلها فى معبر «أرقين» البرى الذى يقع على الحدود المصرية - السودانية على الضفة الغربية لنهر النيل، وهو من الموانى المهمة، والحيوية بين مصر والسودان، ويخدم الحركة التجارية مع ١٥ دولة إفريقية تقع على الطريق التجارى البرى لهذه الدول.
المراسل رصد حالة المعبر، والمعاملة المصرية الراقية للاجئين السودانيين، ووصف، خلال التقرير، ما يحدث فى المعبر بأنه «حالة فرار إلى مصر من جحيم الفوضى فى السودان».
بعد انتهاء النشرة انتقلت إلى قناة «سكاى نيوز العربية»، وضمن نشرتها أيضا كان هناك تقرير أعده أحد مراسليها عن استقبال قرى «النوبة» المصرية العديد من اللاجئين السودانيين، وسمعت أحدهم يشيد بحسن المعاملة قائلا: «انتقلت من بيتى الأول بالسودان إلى بيتى الثانى فى مصر».
شعرت بالفخر والاعتزاز بعد سماع تقريرين على قناتين إحداهما من دولة قطر، والثانية من دولة الإمارات العربية المتحدة، وكلاهما يتحدث عن فرار اللاجئين السودانيين من جحيم الفوضى إلى بلدهم الثانى مصر وسط حفاوة الاستقبال، والترحاب من المواطنين، والمسئولين على السواء.
هذه هى مصر الكريمة بشعبها العروبى الأصيل، وأخلاقه الرفيعة، رغم كل ظروفه الاقتصادية الصعبة التى يمر بها نتيجة الأزمات العالمية، والإقليمية، والمحلية.
رسالة طبيعية جدا بعيدة عن «التنظير»، وبعض المحاولات الخبيثة من بعض الأشرار الذين يحاولون الصيد فى «الماء العكر» ومحاولة الوقيعة بين مصر والسودان.
العلاقات المصرية - السودانية علاقات ضاربة فى الجذور، والسودان هو العمق الإستراتيجى لمصر، ومصر هى السند للسودان، وشعبها كريم فى كل المحن، والأزمات، وفى كل أوقات الرخاء، والشدائد على السواء.