الديناميت والذكاء الاصطناعى
الديناميت والذكاء الاصطناعى..!
نشر بالأهرام الجمعة 12 مايو
تذكرت ألفريد نوبل، المهندس، والكيميائى السويدى الشهير الذى اخترع الديناميت عام ١٨٦٧؛ حينما قرأت أن جوفرى هينتون، الذى يعتبر الأب الروحى للذكاء الاصطناعى، حذر بشدة من الأخطار المتزايدة من عمليات التطوير فى مجال الذكاء الاصطناعى.
لم يكتفِ جوفرى هينتون بالتحذير من مخاطر الذكاء الاصطناعى، لكنه أعلن استقالته من «جوجل» فى بيان أرسله إلى صحيفة «نيويورك تايمز» قائلا: إنه نادم الآن على عمله فى هذا المجال.
ألفريد نوبل اخترع الديناميت لكن اكتشف الكارثة التى فعلها، وأن فكرته نتج عنها إنتاج القنابل التى تحصد أرواح البشر بلا هوادة، فحاول التكفير عن فعلته التى لم يكن يقصد بها كل هذا الشر، وتبرع بكامل ثروته لجائزة «نوبل» الشهيرة.
الأزمة نفسها وقع فيها جوفرى هينتون، مخترع الذكاء الاصطناعى، الذى حاول تبرئة ساحته، وقدم استقالته، وأعلن ندمه على فعلته.
أعتقد أن اختراع الديناميت كان مفيدا لأشياء معينة ليس من بينها القتل، والتدمير، والخراب، وإنما تطويع الطبيعة الصعبة أحيانا مثل شق الجبال.. وغيرها من الأشياء النافعة، وهو الأمر نفسه الذى ينطبق على الذكاء الاصطناعى لمعالجة الخلل والقصور أحيانا فى الأداء البشرى، وتسهيل الحياة أكثر وأفضل.
المشكلة فى سوء الاستخدام، والنفوس البشرية الشريرة، فمثلما فعل تجار الموت، وبارونات الحروب فى الديناميت، فإن الأمر نفسه متوقع فى «الذكاء الاصطناعى»، وقد حدث فعلا فى مسابقة «التصوير الفوتوغرافى» بأشهر مسابقة عالمية (جائزة سونى)، فالصورة التى فازت كانت مزيفة، ورفض المصور تسلم جائزتها بعد أن كشف عن أنه أنشأ تلك الصورة بواسطة الذكاء الاصطناعى!
من المهم أن يكون هناك حوار عاقل، وموضوعى حول مخاطر الذكاء الاصطناعى حتى لا نعيش فى حالة «تزييف» مدمرة لكل شىء، وتسهم فى تحطيم الروح الإنسانية أكثر وأكثر.