١٠٠٠ طفل.. والنكبة
نشر بالأهرام الأربعاء 17 مايو
١٠٠٠ طفل.. والنكبة!
أكثر من ١٠٠٠ طفل فلسطينى تم قتلهم بدم بارد من قوات الاحتلال الإسرائيلى خلال الأعوام القليلة الماضية.
رقم مذهل.. وغير معقول، وكان الأولى أن تتذكره أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وتنادى بالسلام، والحرية للأطفال الفلسطينيين فى ذكرى النكبة بدلا من ذلك السخف، والهراء الذى ذكرته، وتحدثت عنه بشأن إسرائيل.
رئيسة المفوضية الأوروبية رددت الكثير من الأكاذيب حول قيام إسرائيل فى إطار الكذبة الكبرى «أرض بلا شعب، وشعب بلا أرض»، وهى الكذبة التى مهدت لقيام دولة إسرائيل، وكأنه لم يكن هناك شعب فلسطينى يعيش على تلك الأراضى منذ آلاف السنين.
الرئيس الفلسطينى محمود عباس ألقى كلمة مهمة فى الأمم المتحدة أمس الأول كشف فيها تلك الأكاذيب، والمغالطات التى صاحبت قيام الدولة الصهيونية، مشيرا إلى أن بريطانيا وأمريكا تتحملان المسئولية المباشرة عن زرع الكيان الإسرائيلى فى أرض فلسطين التاريخية.
تساءل الرئيس الفلسطينى ــ ومعه كل الحق ــ إذا كانت بريطانيا تريد قيام دولة إسرائيل، فلماذا لم تعطها أرضا بريطانية، وأعطتها، وهى لا تملك، أرضا فلسطينية؟!
خلال الـ « ٧٥» عاما الماضية روت الدماء الفلسطينية الأراضى الفلسطينية شبرا شبرا، وبلغ عدد الشهداء من الرجال، والنساء، والأطفال مئات الآلاف، وتصدر الأطفال، والنساء مشهد الضحايا.
لا يكاد يمر يوم واحد دون وقوع ضحايا جدد فى المناطق الفلسطينية المختلفة، وإسرائيل لا تريد السلام، رغم أن العرب، وفى القلب منهم الفلسطينيون، يطالبون بالسلام، ووافقوا على مقترحات الشرعية الدولية بإقامة دولة فلسطينية على حدود١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
الآن يحكم إسرائيل أكثر الحكومات تطرفا فى تاريخها، ولا تجد تلك الحكومة إلا الدماء الفلسطينية لتقدمها قربانا لمواجهة مشكلاتها الداخلية الضخمة، وانقسام الشارع الإسرائيلى حولها.
أتمنى من القمة العربية المقبلة فى جدة أن يخرج العرب بموقف قوى، وواضح يدعم الشعب الفلسطينى اقتصاديا، وسياسيا فى مواجهة إسرائيل، وداعميها