الحرية لمصطفى محمد
نشر بالأهرام الخميس 18 مايو
الحرية لمصطفى محمد
غريب أمر الغرب.. يتشدق بالحرية وهو أول من يرفضها، هذا هو ما حدث بالفعل مع اللاعب المصرى الدولى مصطفى محمد، المحترف فى فريق نادى نانت الفرنسى، حينما رفض الترويج للمثلية والمشاركة فى مباراة بالدورى هناك لدعم المثليين، وارتداء قمصان تحمل شارتهم.
قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن، وأغلب الظن أنه سيتم وقف اللاعب، والاستغناء عن خدماته بعد موقفه رغم إيضاحه المعلن، مشيرا إلى أنه يرفض المشاركة فى مثل هذه الفعاليات لأنها تتناقض مع معتقداته، وقناعاته، وثقافته، ومؤكدا فى الوقت نفسه أنه يحترم الآخرين، ويؤمن بحرية الاختلافات، كما يحترم مختلف المعتقدات، والقناعات.
ألف باء الحرية أن تحترم الآخرين، ويحترموك هم، وأن يكون الاحترام متبادلا، والتسامح لغة مشتركة دون إجبار أو رفض.
مشكلة الغرب أنه لا يرى إلا نفسه، ولا يحترم إلا ثقافته، ويحتقر ثقافة الآخرين، ويرفض تفهمها.
تلك هى المشكلة الأخطر فى الثقافة الغربية، فهم يتظاهرون بالتسامح، والحرية، والانفتاح، لكنهم دائما لا يتعاطفون إلا مع وجهة نظرهم، ولا يتفهمون حقيقة الاختلاف مع الآخرين.
الشذوذ، والمثلية ثقافة مدمرة تجتاح الغرب بعنف، وهناك الكثيرون يرفضونها، لكنهم لا يستطيعون إعلان ذلك خشية الاضطهاد، أو ترك أعمالهم، أو التضييق عليهم.
مصطفى محمد لاعب مصرى دولى يستحق كل التحية والتقدير لأنه مثل محمد صلاح.. وغيره من النجوم المصريين لديهم ثقافات، وقناعات، وجذور معلنة، لكنهم فى الوقت ذاته يحترمون الآخرين، ويتفهمون حق الاختلاف، ويريدون أن يكون الاحترام متبادلا، وأن تكون الحرية للجميع، وليس للمثليين فقط.