سِرُ عُمان
نشر بالأهرام الثلاثاء 23 مايو
«سِرُ» عُمان..!
طوال الوقت نجحت سلطنة عُمان فى حفر مكانة خاصة بها، وسياسة مستقلة تقوم على الحياد، والإيمان بالموقف العربى الموحد، ومساندة كل ما هو مشروع للأمة العربية، بعيدًا عن لغة الاستقطاب التى تظهر أحيانا فى بعض المواقف، وهذا هو “كلمة السر” فى نجاح دولة عُمان كجسر للتواصل فى القضايا الإقليمية، والشائكة.
سلطنة عمان كانت، ولاتزال، نموذجا مختلفا فى هذا الأمر، وعندما اندفعت الأصوات “الزاعقة” الداعية إلى مقاطعة مصر عقب “معاهدة السلام” التى قام بتوقيعها الزعيم الراحل أنور السادات- رفضت سلطنة عمان الانسياق وراء تلك الدعوات، وحافظت على استمرارية العلاقات المصرية- العمانية، وقام السلطان قابوس، رحمه الله، بزيارة مصر، وأعلن مقولته الشهيرة “إن مصر لا تُقاطع، ولا تُعزل، ولا تموت بسبب موقفها”.
هكذا ترسخت العلاقات المصرية - العُمانية منذ أن نالت عُمان استقلالها، وكانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت باستقلال السلطنة، وساندتها بقوة فى مسيرتها التنموية، والحضارية فى كل المجالات التعليمية، والطبية، والهندسية، والقانونية، والمهنية.. وغيرها من المجالات.
بعد وفاة السلطان قابوس، سار السلطان هيثم بن طارق على نهج الراحل العظيم، وتوطدت العلاقات بين الزعيمين الرئيس عبدالفتاح السيسى والسلطان هيثم بن طارق، وظهر ذلك جليا فى حفاوة الاستقبال للرئيس عبدالفتاح السيسى فى أثناء زيارته التاريخية لسلطنة عمان فى يونيو الماضى، والتى كانت بمثابة تأكيد، وترسيخ للعلاقات الإستراتيجية بين الدولتين.
أمس الأول قام السلطان هيثم بن طارق بزيارته الأولى إلى بلده الثانى مصر، وهى الزيارة التى كانت محل حفاوة، وترحيب شعبى، ورسمى كبير تقديرا لسلطنة عمان، وشعبها، وقيادتها، مما يعكس تعميق العلاقات الإستراتيجية على مختلف الأصعدة السياسية، والاقتصادية فى هذا التوقيت المهم، والحساس.