الملفات السرية
الملفات السرية
نشر بالأهرام الخميس 25 مايو
مازلت ألهث خلف دمى.. يمامة خضراء تأتينى على مهل.. شاخصة وحالمة فى وضح النهار.. تربت على كتفى، تهدهدنى وتهدينى اليقين.. طريق ضم أقدامى أكثر من نصف قرن.. يراوغنى.. يعلمنى الرحيل».
تلك هى جزء من مقدمة «المجموعة الكاملة للملفات السرية» التى ضمت ٧ مجلدات عن الإخوان المسلمين، والجماعات الإسلامية، والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، التى بذل فيها الكاتب الكبير الدكتور عبدالرحيم على جهدًا غير مسبوق لتوثيق جرائم التنظيمات الإرهابية، وكيف بدأت التحولات الصاخبة لتلك الجماعات؟
كانت البداية من المنيا، عروس الصعيد، حينما هجرت المدينة بهجتها، ووداعتها، وطيبة ناسها، وتحول الجزء الجنوبى منها إلى «قم» المقدسة، كما كان يطلق عليها آنذاك.
تحكى موسوعة «الملفات السرية» القصة منذ بدايتها فى المنيا، مرورا بتنامى ظاهرة التطرف والإرهاب فى سيناء، وبقية المحافظات المصرية حتى وصول الإخوان إلى سدة الحكم، وانتهاء بقيام ثورة الثلاثين من يونيو ٢٠١٣.
يؤكد الدكتور عبدالرحيم على أن المواجهة مازالت دائرة، ومخاطر الإرهاب لاتزال قائمة، والأفكار الضالة المسمومة مازالت تسعى، ومازال البعض لا يدرك، أو يعى تماما الأخطار المحيطة بالوطن.
أعتقد أن توقيت إعادة طبع ونشر تلك الموسوعة غاية فى الأهمية، خاصة فى ظل المخاطر التى تحيط بالوطن، والمنطقة الآن، ومن المهم التسلح بالمعرفة والعلم، والاستفادة من التجارب المريرة السابقة حتى يمكن النهوض، وتجاوز العراقيل، والمكائد التى تتربص بنا من كل اتجاه.
صحيح نجحت الدولة فى تخطى أخطر المراحل، وأصعبها، ولكن مازال فى المشوار بقية من أجل استكمال مسيرة الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية الحديثة التى ترفرف على ربوعها رايات العدل، والإخاء، والتسامح، والحرية.