تخاريف إثيوبية
تخاريف «إثيوبية»!
نشر بالأهرام الجمعة 26 مايو
لاتزال إثيوبيا تكذب، وتناور، وتحاول الالتفاف على ضرورة التوصل إلى اتفاق عادل، وملزم بشأن سدها المزعوم (النهضة).
آخر تلك الأكاذيب ما صدر عن الخارجية الإثيوبية ردا على قرار القمة العربية فى جدة بشأن السد الإثيوبى.
إثيوبيا اعترضت على قرار القمة العربية لتؤكد مرة أخرى عدم جديتها، وسوء نيتها، لأن قرار القمة العربية واضح، ومحدد، ويطالب بضرورة التفاوض بحُسن نية من أجل التوصل بشكل عاجل لاتفاق عادل، ومتوازن، وملزم قانونا حول قواعد ملء، وتشغيل السد الإثيوبى بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان.
نص واضح، وعادل جدا، لأنه يؤكد المصالح المشتركة للدول الثلاث(مصر والسودان وإثيوبيا)، أى أنه لا يعارض مبدأ التنمية فى إثيوبيا، ويتفهم مصالح أديس أبابا بما لا يتعارض مع حقوق مصر والسودان المائية.
تجاهل البيان الإثيوبى كل ذلك، وكعادة أديس أبابا لجأت إلى الأكاذيب، ومحاولة الوقيعة بين العرب وإفريقيا، وكأن إفريقيا ملك لـ «إثيوبيا» وحدها، وأنها المتحدث الرسمى باسم القارة، لتواصل تخاريفها وتصف قرار القمة العربية بأنه «إهانة» للاتحاد الإفريقى، ودوله الأعضاء التى تسعى للتفاوض على حل ودى.
أى «إهانة» تلك التى يتحدث عنها البيان الإثيوبى «المشوه»؟.. وهل رفضت مصر والسودان تدخل الاتحاد الإفريقى قبل ذلك؟!
الذى يعرقل المفاوضات دائما، سواء أكانت برعاية إفريقية، أم دولية، أم بين الأطراف الثلاثة بشكل مباشر، هو إثيوبيا.
إثيوبيا تريد التفاوض من أجل التفاوض فقط، وإضاعة الوقت، وتحويل السد إلى أمر واقع حتى تتمكن بعد ذلك من فرض شروطها المجحفة بحقوق دولتى المصب (مصر والسودان).
كل محاولات التفاوض السابقة المستمرة منذ نحو ١٠ سنوات فشلت بسبب إثيوبيا، فهل تريد أديس أبابا ١٠ سنوات أخرى؟!