المتضرر الأكبر
المتضرر الأكبر
نشر الأهرام الأثنين 29 مايو
مصر (فعلا) هى المتضرر الأكبر، والأكثر تأثرا بالأزمة السودانية الحالية، كما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول، فى كلمته باجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقى عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، ولذلك فهى الأكثر صدقًا فى حل تلك المشكلة، وإنهاء كل ما يتعلق بالأزمة الحالية.
مؤخرا استضافت مصر أكثر من ١٥٠ ألف لاجئ منذ بدء الصراع الحالى فى السودان إلى جوار ما يقرب من ٥ ملايين سودانى موجودين على الأراضى المصرية منذ فترة ليست بالقليلة بسبب القلاقل، والاضطرابات، وعدم الاستقرار فى دولتى السودان وجنوب السودان.
هؤلاء جميعا يعاملون معاملة «أصحاب البيت» فى الأراضى المصرية رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة الناتجة عن الأزمة المالية العالمية غير المسبوقة بسبب الحرب الروسية- الأوكرانية.
مع الاحترام الشديد لكل القوى الإقليمية، والعالمية، وما تبذله هذه القوى من مجهودات لحل الأزمة، فإن مصر تظل هى «المكتوى الأول» بنيران الحرب السودانية، ولذلك فهى المختص الأول بتلك الأزمة، وهى التى تسعى بكل إخلاص لإنهاء تلك المأساة الإنسانية التى أنهكت الشعب السودانى بكل أطيافه، وفئاته.
وضع الرئيس «خريطة طريق» واضحة، ومحددة للخروج من ذلك النفق المظلم، بدءا من ضرورة الوقف الشامل، والمستدام لإطلاق النار، ومرورا بالحفاظ على المؤسسات الوطنية فى السودان لحماية الدولة من الانهيار، وكذلك عدم التدخل فى الشئون الداخلية للسودان، وأن يظل النزاع سودانيًا فقط، على أن ينحصر دور الأطراف الإقليمية فى مساندة الشعب السودانى فى التوصل إلى الحل، وأخيرا ضرورة أن تقوم الدول المانحة، والوكالات الإغاثية بدورها فى توفير الدعم اللازم لدول الجوار، ومساعدتها فى تحمل الفاتورة الباهظة لاستقبال اللاجئين السودانيين.
أتمنى أن يكون اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقى خطوة داعمة للجهود الدولية، والإقليمية، وتحويل اتفاق الهدنة المؤقت إلى اتفاق نهائى، وشامل، ويعود الأمن، والاستقرار إلى الشعب السودانى قريبا- إن شاء الله.