الفيروس اللعين
نشر بالأهرام الخميس 8 يونيو
الفيروس اللعين
كتبت «تحقيقات» كثيرة، ومتنوعة عن فيروس «سى» وقت أن كنت صحفيا فى قسم «التحقيقات الصحفية» بـ «الأهرام»، تابعت الجهود الحثيثة التى كانت الدولة تحاول بها ملاحقة المرض اللعين، وعلاج تبعاته المدمرة، حيث كانت نسبة الوفيات بأمراض الكبد من أعلى نسبة الوفيات فى مصر وكانت كل المحاولات فى ذلك الوقت تنصب على علاج الآثار والأعراض وليس استئصال المرض.
لكل ذلك فقد كانت سعادتى بالغة حينما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس أنه سيتم خلال أسابيع قليلة إعلان خلو مصر من فيروس «سى» وفقا لمعايير الصحة العالمية، وذلك فى أثناء حضوره فعاليات «مؤتمر ومعرض الطب الإفريقى الثانى».
مواجهة فيروس «سى» كانت تحديا صعبا، وكانت تحتاج إلى إرادة سياسية «فولاذية» حتى يمكن أن تكون المواجهة شاملة، وناجحة، واستئصال المرض وليس مجرد علاج الأعراض كما كان يحدث قبل ذلك.
كان لابد من توفير الدواء اللازم لذلك، ونجحت الحكومة، بدعم مباشر من الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الاتفاق مع الشركة العالمية المصنعة للدواء لتصنيعه فى مصر بسعر لا يُقارن بالسعر العالمى.
الأهم من ذلك أن الدولة قررت توفير الدواء «مجانا» لجميع المرضى فى كل محافظات مصر بلا استثناء، وذلك من خلال توفير «قاعدة بيانات» متكاملة لهذا الغرض، وفتح باب التسجيل والعلاج لكل المرضى المصابين بالفيروس.
استمرت عملية محاصرة الفيروس اللعين بالعلاج، والمتابعة الدقيقة، والحملات التى استهدفت الكشف عن هذا المرض.. وغيره، وكانت النتيجة أكثر من رائعة.
نجحت جهود محاصرة المرض اللعين الذى كان ينهش «أكباد» المصريين بلا هوادة منذ عقود طويلة، وممتدة، نتيجة انتشار مرض «البلهارسيا»، أو نتيجة العدوى من خلال «حقن الطراطير» القديمة، أو نتيجة نقل الدم، أو عيادات الأسنان.. أو غيرها.
إعلان خلو مصر من فيروس «سى» يعتبر شهادة، وإشادة بهذا الإنجاز الضخم الذى نجحت فيه مصر، بزعامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، من تحويل حلم طال انتظاره إلى حقيقة عملية على الأرض، ليتم إنقاذ ملايين البشر من الغول الذى كان يلتهم «أكباد» المصريين بلا هوادة.